الحرب وتداعياتها وقلة الأمطار ثالوث يضرب تجارة العسل الحضرمي الشهير (صور)

مانشيت - خاص:

ألقت الحرب المشتعلة في اليمن منذ قرابة أربعة أعوام، تداعياتها على مختلف مناحي الحياة، حتى وصلت تأثيرها إلى مادة العسل، الذي يعد واحداً من أهم المنتجات التي تتميز بها محافظة حضرموت، شرقي البلاد، من ناحية الجودة والسمعة العالمية.

لم تكن الحرب وتداعياتها، هي الوحيدة في إلحاق الضرر بالعسل، على الرغم من نيلها النصيب الأكبر، لكن شحّة هطول الأمطار والضعف الذي بات يعتري العرض والطلب في الأسواق اليمنية، نتيجة للتراجع الحاد في سعر العملة المحلية وارتفاع الأسعار، تعدّ أسباباً أخرى قللت من حجم انتاج العسل خلال العامين، الماضي والحالي.

وتحتل محافظة حضرموت، المرتبة الأولى من بين المحافظات اليمنية في انتاج العسل، وعدد الخلايا والعاملين في تربية النحل وإنتاج العسل. كما تشتهر بإنتاج ثلاثة أنواع من العسل، يأتي "السدر" في المرتبة الأولى نوعاً وقيمية، يليه "السمرة" ثم "المراعي".

وكانت الحكومة اليمنية، أصدرت في 2003 قراراً، أعتبر العسل ضمن المحاصيل الاستراتيجية الخمسة.

يقول النحال، صالح التميمي (65عاماً)، في حديثه الخاص بـ"مانشيت"، إن الحرب التي يشهدها البلد "ضربت تجارة العسل، وقلّت نسبة كبيرة من إقبال المستهلكين المحليين عليه".

ويشير التميمي، إلى أن المدن الكبرى باليمن، ومحافظات الشمال التي تستهلك كميات كبيرة من انتاج العسل بحضرموت، تراجعت حجم الطلبات فيها بشكل كبير، نتيجة الحرب وانعكاساتها الاقتصادية على السكان، بدرجة أساسية".

وأضاف متسائلاً :"كيف سيشتري الناس العسل وهم يبحون عن اساسيات الحياة؟".

ويعتقد النحّال والتاجر في العسل الحضرمي، صالح أبو أديب، أن ما نسبته 40% من تجارته، تأثرت بسبب الحرب وتداعياتها.

وقال في حديثه لـ"مانشيت"، إن الفترة الماضية، شهد شحّة في الأمطار ما تسبب في حدوث الجفاف، وذلك انعكس على  الإنتاج، وأحدث ضعفاً فيه، وأثّر على عرض الأنواع الجيّدة من العسل، وفي المقابل، ارتفعت أسعار عسل المراعي، وهو نوع قليل الجودة، مقارنة بالسدر والسمرة.

من جانبه، يقول رئيس جمعية حضرموت للنحالين، صالح باضاوي، لـ"مانشيت"، إن محافظة حضرموت، وادي حضرموت، مشهور في العمل على انتاج العسل، ويشتغل في هذا المجال نحو 32 ألف نحال، منهم 70% يعملون بخلايا حديثة، و 30% بخلايا تقليدية قديمة.

وكشف أن انتاج حضرموت من العسل خلال العام 2016، بلغ حوالي 1000 طن، يتوزع على نسب مختلفة لأنواعه الثلاثة، فالسدر يمثّل 10%، ومثلها السمرة، فيما تبقى النسبة الأكبر لنوع المراعي بـ80%".

وأشار إلى أن متوسط انتاج الخلية الواحدة في السنة، يبلغ 10 كيلو. لافتاً إلى أن 12 ألف شخص آخرين بحضرموت يعملون في عمليات تصنيع خلايا النحل ومتطلبات تجارته باليمن كاملا.

وبشأن المشكلات التي يعاني منها النحالون حالياً باليمن، قال باضاوي، "إن الحرب تسببت في عزوف الكثير من السكان عن شراء العسل بسبب الظروف الاقتصادية".

وتابع :"الحرب تسببت في تكدس كميات كبيرة من العسل، في حين بات تنقل النحالين يؤرقهم بسبب انعدام الأمن وإغلاق المنافذ، إلى جانب هبوط العملة، وصعوبة السفر للخارج للترويج والبحث عن أسواق، إضافة إلى فرض الحوثيين الضرائب على بعض المنافذ في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم".

 وأضاف " نعاني من التهريب، حيث يستورد البعض العسل من دول أخرى، ويتم تصديره مرة أخرى، على أنه من اليمن وهذا ضرب سمعة العسل اليمني".

وأردف :"لو توقفت الحرب ستحل الكثير من مشاكل النحالين".

مشيراً إلى أن إغلاق المنافذ وتشديد الإجراءات، نتج عنه تراجع التسويق الخارجي، لافتاً إلى أن  30% من النحالين تركوا مهنة انتاج العسل بسبب ارتفاع تكاليف رعاية النحل ومستلزماته.

وأوضح أن 80% من انتاج عسل المراعي يستخدم في الصناعات الغذائية وهذا لن يتم إلا بإيقاف الحرب.