العنصرية النازية الحوثية واستهداف الأقليات.. ندوة على هامش انعقاد مجلس حقوق الإنسان

مانشيت - متابعات :

نظم تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن ندوة بعنوان (العنصرية النازية الحوثية واستهداف الأقليات الدينية والعرقية) وذلك على هامش انعقاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وقد شارك في الندوة أكثر من 20 أكاديمياً وحقوقياً عبر الاتصال المرئي وترأست الندوة الدكتورة وسام باسندوة رئيس تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن.

وفي الندوة تحدث الدكتور عبده سعيد مغلس وكيل وزارة الإعلام اليمنية والدكتور نورمان ستيلمان أستاذ فخري ورئيس فخري للتاريخ اليهودي في جامعة أوكلاهوما، وكذا الأستاذ نديم السقاف المؤسس المشارك في مؤسسة التميز للتكامل والتنمية (EFID).

وافتتحت الندوة الدكتورة وسام باسندوة، حيث قالت "إنه لم يسلم أحد من اضطهادات وانتهاكات المليشيا الحوثية".

وأضافت "فكرة الحوثية أساساً تقوم على فكرة الاصطفاء العرقي وتتطابق مع النازية وهو انهم من عرق يختلف عن بقية العالم وانهم يتميزون عن الآخرين".

وأشارت إلى أنه ليس فقط الأقليات من تعاني من عنف مليشيا الحوثي بل هي متوحشة ضد كل اليمنين فهم جميعاً يعانون من هذه الانتهاكات".

 

العنصرية والاستعلاء النازي الحوثي

وقال الدكتور عبده سعيد مغلس وكيل وزارة الإعلام اليمنية "إن موقف الحوثيين من المسلمين السنة والبهائيين واليهود اليمنيين والافارقة هو نفس موقف النازية من بقية الأعراق الأخرى في المانيا".

وقارن الدكتور مغلس بين النازية في المانيا وذكر أنها ايدلوجية شمولية تضع العرق الاري في قمة هرم البشرية وتضع الميليشيا الحوثية عرق سلالة بعينها في قمة هرم البشرية وتضيف لهذا بعد ديني بانهم الذين اختارهم الله واصطفاهم ليكونوا أئمة ليحكموا الناس

وأشار الدكتور مغلس إلى أن النازية قامت على فكرتين رئيسيتين وهي تصنيف المجموعة البشرية وترتيبها وفق تقسيم عرقي والدولة الوطنية باعتبارها الأداة الأوحد لتحقيق الهدف الأول وطبقت الميليشيا الحوثية نفس الفكرتين ترقية أهل البيت ودولة الإمام.

ونوه إلى منع الميليشيا الحوثية بزواج الهاشميات بالقبائل وبقية اليمنيين، وهي صورة من صور الاستعلاء العنصري التي تمارسه الجماعة. 

وذكر الدكتور مغلس أن الإبادة التي حصلت لليهود من قبل النازية هي نفسها التي حصلت للافارقة اللاجئين وتم احراقهم من قبل الميليشيا الحوثية.

وأوضح أن النازييين لا يسمحون لليهود أن يصلوا للحكم وكذلك يرى الحوثيون في المسلمين السنة إنهم دواعش وتكفيريين وترى كذلك في اليهود والبهائيين وانهم لا يمكن ان يكونوا ضمن بناء الدولة اليمنية والمجتمع اليمني. 

وفي ختام حديثه أشار إلى أن ميليشيا الحوثي تمارس أفكارها العنصرية ودعواتها حول نقاء سلالتهم واحقيتهم في الحكم بنفس الأساليب النازية.

 

التهجير والملاحقة 

من جانبه تحدث الدكتور نورمان ستيلمان أستاذ فخري ورئيس فخري للتاريخ اليهودي في جامعة أوكلاهوما، تحدث عن تهجير وملاحقة الطائفة اليهودية من قبل ميليشيا الحوثي.

وذكر نورمان أنه في خلال القرن الماضي وصل عدد اليهود باليمن الى حوالي 60 الف وكانوا يذهبوا الى فلسطين للحج وكان العديد من اليهود في صعدة وأصبحت صعده مركز للمعرفة والعلم اليهودي في ظل جو متسامح تجاه اليهود.

وقال "لم يكن هنالك أي ضغط عليهم على سبيل المثال كانت المنازل في نفس العلو مع منازل المسلمين وسمح لهم ان يحتفظوا بلباسهم وللأسف بعد انقلاب ميليشيا الحوثي تم الضغط على اليهود من قبل الحوثيين في صعدة فبعض اليهود هربوا الي صنعاء بسبب الحوثي وبعد ذلك وجدوا انفسهم في وسط الصراع بعد انقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في صنعاء 2014".

وأضاف "ما تبقى من اليهود 100 شخص عام 2019 تم ترحليهم إلى أمريكا عبر وزارة الخارجية الأمريكية وبعضهم تحصل على اللجوء هناك".

وتحدث نورمان عن شعار ميليشيا الحوثي العنصري والتي هي مماثلة لشعارات رفعت تحت قيادة الخميني الذي دعا لموت أمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود.

وأشار إلى تأثر ميليشيا الحوثي بحزب الله وبالقادة الإيرانيين وهم استنساخ للميلشيات الإيرانية.

واستحضر خلال حديثه حادثة طعن يهودي مع أطفاله في صنعاء في عام 2018 وذلك بسبب شعارات الحوثيين العنصرية.

وأكد أن اليهود في اليمن عانوا في ظل انقلاب الحوثي حيث اضطروا الى قص الزنار، وغيره.

وأشار إلى أنه لم يتبقى الكثير من اليهود في اليمن فقط تم ترحيل عائلتين مؤخرا في عام 2020 الى إنجلترا وإلى دولة الامارات.

 

الرفض الحوثي لمبدأ التعايش والمساواة

بدوره تحدث الأستاذ نديم السقاف المؤسس المشارك في مؤسسة التميز للتكامل والتنمية (EFID) عن الظلم الذي طال الفئة البهائية في اليمن وحول أهمية التعايش لبناء الدولة المدنية وإعطاء الحقوق للجميع.

وأشار إلى ايدلوجية الحوثيين ضد المساواة والتعايش وعدم القبول بالآخر وعدم الايمان بالإعلان العالمي لحقوق الانسان وعدم الايمان بحق المواطنة.

وقال نديم السقاف إن "الخطاب الأخير لقائد الحوثيين يؤكد أن الحوثيين يعتبرون المساواة بين المواطنين اليمنيين الذين يختلفون عنهم مخالفة لعقيدتهم ويعتبرون التعايش والقبول بالآخر بمثابة اعلان حرب على معتقدهم".

وأضاف "يعتبر الخطاب الأخير إعلان رسمي أنه لا تعايش مع أي اقلية دينية وأن مصير أي اقلية الهلاك".

وأكد نديم أن ميليشيا الحوثي ارتكبت بحق الأقليات وبالأخص البهائية جرائم واستهداف ممنهج لإبادتهم، مؤكداً أن المساواة وحقوق الأقليات مكفولة وفق القوانين الدولية والمحلية في اليمن و اوجب الدستور اليمني وجوب العمل بها. 

وتحدث عن استمرار محاكمة البهائيين بعد نفيهم من وطنهم بأحكام باطلة وجائرة بعد صدور العفو من قبل قيادتهم.

وفي ختام حديثته استعرض تجربة له في إحدى السجون قائلاً: " كنت في السجن مع بعض اليهود وأعرف ما حصل لهم و للأسف ليس فقط البهائيين من يعانون بسبب دينهم أو فكرهم. نريد تغيير في الفكر لبناء اليمن، يجب أن نتحاور حول كيفية الدفع بحقوق المواطنة وبناء دولة مدنية مبنية على التعايش وقبول الآخر".