تهريب الآثار.. وسيلة حوثية أخرى لتمويل الحرب
لم تسلم الاثار والمعالم التاريخية الشاهدة
على تأريخ اليمن من النتائج الكارثية لانقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من ايران على
الدولة في العام2014، فقد حولتها المليشيا الحوثية الى سلعة للتجارة في الاسواق العالمية.
فاليمن الذي يزخر بالعديد من الاثار والمعالم
التاريخية الشاهدة على تأريخه العريق، والتي
تؤرخ لحضارته القديمة قبل الاسلام، وبعده ، وتحفظ تأريخ ثورته على حكم الإمامة
البائد ، والاستعمار البريطاني، بات إرثه مهددًا، إذ تعرضت تلك الأثار للكثير من الاندثار
والنهب والتهريب والبيع من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، ونالت معظم المتاحف اليمنية
والتي يبلغ عددها أكثر من عشرين متحف نصيبها
من النهب والاغلاق، وجعلت المليشيا من بعض
هذه المتاحف ساحة لعرض صور قتلاها.
عملية تجارية منظمة
وقالت مصادر امنية ان المليشيا الانقلابية
تدير عملية منظمة لتجارة الآثار إلى جانب تعرض مئات المواقع والمعالم الأثرية لاستهداف
متعمد من المليشيا.
وفي نوفمبر الماضي تمكنت الاجهزة الامنية
بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، من إحباط عملية تهريب قطع أثرية نادرة، وضبط مهربيها الذين
اعترفوا بشرائها من مليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة ذمار، وكانوا يحاولون تهريبها.
وقال مدير عام شرطة مأرب، العميد، عبدالملك
المداني أن المتهمين اعترفوا خلال التحقيقات أنهم
يقومون بشراء الاثار النادرة والسبائك الذهبية الاثرية من مليشيات الحوثي في
ذمار وبيعها لأشخاص من دول عربية واجنبية عبر وسطاء محليين وعرب.
وكان متحف ذمار يحتوي على 12500 قطعة أثرية، لكن لم يعد فيه سوى على 7600 منها تم العثور عليها بين الانقاض ومعظمها بحاجةٍ إلى ترميم.
تورط قادة حوثيين
واتهمت الحكومة اليمنية قيادات حوثية بالضلوع
في تهريب الأثار عبر المنافذ التي تسيطر عليها، وبيعها في الاسواق الاقليمية والدولية.
وقال اللواء محمد سالم بن عبود الشريف،
وكيل أول وزارة الداخلية أن قادة نافذين في جماعة الحوثي ضالعين في عمليات تهريب الآثار
إلى خارج اليمن.
وأضاف في تصريحات صحفية أن فرق البحث والتحري
والعمل الاستخباراتي التابعة للوزارة رصدت خلال الأيام الماضية معلومات تكشف ضلوع شخصيات
نافذة بجماعة الحوثي الانقلابية في تهريب الآثار، موضحا إن هذه الشخصيات تشغل مناصب
رفيعة في وزارة داخلية حكومة الانقلاب.
وأكد بن عبود أن جميع عمليات التهريب جرت
من المنافذ التي تسطير عليها الميليشيات، في إشارة إلى موانئ الساحل الغربي لليمن.
وذكر وكيل وزارة الداخلية أن كل المناطق
التي تقع تحت سيطرة الحوثيين تمارس عمليات التهريب، وأن ذلك يشمل الآثار والأسلحة والعملات
النقدية المزورة.
جهود حكومية
وتعمل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا
على حفظ ما تبقى من الاثار ، وايقاف أي عملية تهريب جديدة، واسترجاع ما تم تهريبه،
وبيعه سابقا.
وتمكنت الاجهزة الامنية في المحافظات المحررة
من افشال عميات تهريب متعددة، وشدّدت الداخلية في تعليمات وزعت على الإدارة العامة
التابعة للوزارة والمنافذ التي تسيطر عليها الحكومة، على ضرورة تكثيف عمليات المراقبة
ورصد المعلومات المتعلقة بهذا الملف، وضبط أي محاولة لتهريب الآثار.
وقال اللواء محمد سالم بن عبود وكيل أول
وزارة الداخلية في تصريح صحفي أنه جرى التواصل مع "الإنتربول" لمتابعة تحركات
الشخصيات الحوثية المعنية بالتهريب وخطط تهريب القطع الأثرية.
وأكد بن عبود أن جميع عمليات التهريب جرت
من المنافذ التي تسطير عليها الميليشيات، في إشارة إلى موانئ الساحل الغربي لليمن.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها
مؤخرا ان مسؤولين يمنيين زاروا واشنطن ونيويورك في الأيام الأخيرة في محاولة لاستعادة
بعض القطع. وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين –لم تذكر اسماءهم- طلبوا من إدارة ترامب والأمم
المتحدة مساعدتهم على الحيلولة دون تشتت تراث يعود إلى ما يقرب من 4000 عام.
وبينت الصحيفة أن طلب المسؤولين المركزي
هو أن تصدر الولايات المتحدة أمرا طارئاً يمنع استيراد القطع الأثرية اليمنية التي
لا تحمل وثائق خاصة. بحسب الصحيفة.