خطاب"الانتقالي" ضد الارهاب.. ثقب أسود يبدد جهود التحالف ويخدم "القاعدة"

مانشيت ـ خاص :

يستمر خطاب المجلس الانتقالي في التناقض تجاه العمليات النوعية التي ينفذها التحالف العربي ضد تنظيم القاعدة في اليمن، ففي حين يحتفي بعملية اسقاط معسكر للتنظيم في أبين بالتنسيق مع قوات الحزام الامني، يستمر في التحريض ضد قوات الجيش في وادي حضرموت التي نفذت مع التحالف العربي عملية مشتركة ضد تنظيم القاعدة أدت الى ضبط كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة ايرانية بالاضافة الى كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها للحوثيين..

 

أزمة خطاب جلبت عليه الويلات وتسببت في استفزاز قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية، وتعرضه للانتقاد اللاذع افقده القدرة على التركيز.

 

تشكل خطورة خطاب الانتقالي على جهود التحالف العربي في مكافحة الارهاب في اليمن من خلال استفادة تنظيمات القاعدة الارهابية و الحوثيين من الفجوات التي يخلقها هكذا خطاب بسبب الانتقائية، كما يفقد تلك الحرب الالتفاف والاسناد الشعبي المطلوب ويحدث انقساما يربك جهود التحالف و يفقدها شروط النجاح.

 

فهل يعقل أن يشاد بعملية أبين لمجرد أنها تمت بالتنسيق مع الحزام الامني، ويتم تجاهل عملية وادي حضرموت بسبب ان قوات الجيش توالي الرئيس هادي وحكومته الشرعية، مع ان كلا العمليتين تمت بدعم التحالف العربي، مع الجزم بأهمية عملية حضرموت لانها تمس أمن المملكة الحدودي.

 

ومن سخرية القول الإشارة إلى أن الانتقالي يحاول أن يلبس مكافحة الارهاب لباسا مناطقيا مع ان المجتمع الدولي يعتبرها مشكلة عالمية عابرة للحدود.فهل يعقل مثلا أن يتبنى الانتقالي خطابا يعتبر كل "شمالي" إرهابي وكل "جنوبي" غير ارهابي!

 

هذا اذا ما أغفلنا اخضاعه لورقة مكافحة الارهاب للابتزاز السياسي فتجده يتهم قوات الجيش في وادي حضرموت بالارهاب لانها غير موالية للمجلس، في حين بقيت عناصر من القاعدة في أبين بعد اعلان تحريرها لاكثر من عام ولم نسمع نشطاء ووسائل اعلام المجلس يتحدثون عن ذلك، بسبب أن المحافظة تقع تحت سيطرة قوات الحزام الأمني.

 

مؤخرا نشرت يومية "الايام" تسريبا مفاده ان اللجنة الرباعية الدولية بشأن اليمن طالبت باخراج قوات المنطقة الاولى من وادي حضرموت، الا ان ذلك الطلب قوبل بالرفض من الرئيس ونائبه، لكن الخبر عاد و زعم أن قرار جمهوري سيصدر قريبا يقضي بنقل تلك القوات الى مأرب، رغم انه اوضح في بداية الخبر رفض الرئيس!

وبالنظر الى مهمة اللجنة الرباعية بشأن اليمن فهي مهمة اقتصادية بحتة فهل سيساعد اخراج المنطقة الاولى الى مارب في تخفيض سعر صرف الدولار مثلا! هذا اذا فرضنا جدلا صحة التسريب.

ثم إن السعودية العضو في اللجنة الرباعية هي من تمانع إحلال قوات من النخبة في وادي حضرموت وتعتبره تهديدا لأمنها القومي،فهل يعقل ان تتهم السعوديةنفسها بدعم الارهاب!

كذلك اتهم الخبر المنطقة الاولى بإيواء إرهابيين وهو ماقد يفهم بأنه اتهام ضمني للسعودية التي تدعم قوات الجيش في وادي حضرموت بالارهاب.

 

وعلى سبيل التطابق المتكرر في المواقف والادوات فإن استخدام ورقة مكافحة الارهاب للابتزاز السياسي طريقة يشترك بها الحوثيين والمجلس الانتقالي، فكل من عارض الحوثيين واجه تهمة (الدواعش) وكل من عارض الانتقالي واجه تهمة (الارهاب)!!