صعدة .. عام حافل بالانتصارات

مانشيت - صعدة :

جبهات مشتعلة لا تتوقف نيرانها عن التهام فلول مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية، التي أضحت تعيش فصولاً من الرعب والخوف والهلع، ولا يكاد يمر يوم واحد الا وهي تتلقى خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وهزائم متتالية نتيجة الضربات القاسية والأليمة التي تتلقاها على أيدي الأبطال الميامين.

محافظة صعدة الباسلة وأبطال الجيش الوطني في مختلف جبهاتها المشتعلة لم يتوقف دوي المدافع وأزيز الرصاص في كافة المحاور القتالية فيها، خصوصا وهي تقترب رويدا رويدا من  المعقل الرئيس لمليشيا التمرد والانقلاب الحوثية في كهوف ودهاليز جبال مران ، إلا ويرافقه تقدما وانتصارا جديدا للجيش الوطني الذي أصبح اليوم يطوق رأس الأفعى من عدة محاور قتالية، الأمر الذي سيؤدي إلى قطع رأس تلك الأفعى في القريب العاجل .

تغطية خاصة

لم تعد اليوم  تلك الأساطير والملاحم البطولية المدونة في كتب التاريخ عبارة عن روايات تقرأ على الأوراق، بل أضحت حقيقة يسطر حروفها أبطال جيش وطني في ست جبهات مختلفة بمحافظة صعدة، أبطال يضعون أياديهم على زناد البندقية وأعينهم تتطلع إلى ما خلف تلك الجبال الشاهقة لتحرير العاصمة صنعاء.

لم يكن العام 2018م عبارة عن أيام وأشهر مضت على أبطال الجيش الوطني في جبهات ومحاور صعدة المختلفة، بل كان عاماً مليئاً بنشوة الانتصارات والملاحم البطولية سطروها بدمائهم الزكية في سبيل تحقيق الهدف المنشود المتمثل باستعادة الوطن من قبضة الكهنوت الأمامي الجديد.

ملاحم بطولية

انتصارات ساحقة أرجفت قلوب مليشيا الكهنوت الأمامية يسطر ملاحمها الأسطورية اليوم أبطال الجيش الوطني الذين وهبوا أنفسهم وباعوها لله ثم للوطن، وهم مرابطون  في ست مديريات هي الحشوة، كتاف البقع، باقم، رازح، الظاهر، وحيدان، من أجل استعادة الدولة المخطوفة من قبضة تلك المليشيا الانقلابية، والدفاع عن أهداف الثورة اليمنية المجيدة ، ومداميك الجمهورية ، تلك الخصال والقيم الحميدة التي يتحلى بها أبطال المستمرون في متارسهم يدونون بدمائهم أروع الملاحم والبطولات ويطهرون تراب صعدة الأبية من رجس ودنس المليشيا الانقلابية الايرانية.

هناك في المحور الشرقي لمحافظة صعدة، لاتزال قوات الجيش الوطني تتقدم وبقوة وبخطى ثابتة  من أجل استكمال تحرير مديرية كتاف في ظل انهيارات ميدانية واسعة للمليشيا الكهنوتية وخلافات سياسية تعصف بها وتتعمق يوم بعد آخر  بين الأجنحة المتصارعة في أعلى الهرم القيادي للمليشيا الكهنوتية الممولة  إيرانياً.

تقدم كبير حققه الأبطال

أقل من 20 كيلو تفصل أبطال الجيش الوطني عن مركز المديرية، في وقت أصبحت  تحاصر الطريق إلى مركز المديرية من اتجاه منطقة الفرع ووادي العطفين، بعد تحرير أجزاء واسعة من المديرية، التي تقدر مساحتها بنصف مساحة المحافظة تقريبا.

أبطال قوات الجيش الوطني في جبهات مديرية كتاف، لم يتوانوا للحظة واحدة عن مواصلة طريقهم النضالية في مديرية كتاف، فلم تكن طبيعتها الصحراوية وجبالها الحارقة مصدر إحباط أو عامل انهزام لهؤلاء الأبطال، بل واصلوا تقدمهم بكل عزيمة واصرار حتى تحرير مركز دار الحديث  في الـ20 من أكتوبر من العام 2018م المنصرم.

همم عالية وعزائم كالحديد

مديرية الحشوة، المحاددة لمحافظة الجوف، كانت أكثر الجبهات الميدانية والعسكرية اشتعالا والتي أربكت مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية بعد أن فاجأتها قوات الجيش الوطني بافتتاحها في الثلث الأخير من العام 2018م، فقد افقدتها السيطرة أمام ضغوطات الجيش الوطني من عدة محاور.

وبين حرارة الشمس المرتفعة ولهيبها، وتضحياتهم بالوقت والجهد يقضي أبطال الجيش الوطني في جبهات صعدة المختلفة أوقاتهم على قمم التباب والتلال ثابتين ثبوت تلك الجبال السامقة التي يقفون عليها، ولسان حالهم لا ينطق سوى بالنصر أو النصر.

مع تلك العزائم والمعنويات العالية التي تعانق السماء، رفع أبطال قوات الجيش الوطني علم الوحدة والجمهورية في أعالي جبال صعدة، وفي المباني الحكومية في مديرية باقم، والمجمع الحكومي في مديرية الظاهر ومركزها  الملاحيظ وقريبا سيرفع العلم الجمهوري على جبال مران كما وعد بذلك المشير الركن/عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.

مديرية رازح، الواقعة في المحور الشمالي للمحافظة، تشهد جبالها الخضراء التي تزينها جمال الطبيعة تقدمات كبيرة من الانتصارات التي حققها ولا زال يحققها أبطال الجيش الوطني، فأضافت هذه الانتصارات حلة جديدة من الجمال والفرحة إلى جانب ما تتميز به من جمال طبيعتها الخلابة.

رعب وهلع

في مديرية حيدان، هناك تعيش المليشيا الايرانية فصولاً حقيقية من الرعب والهلع بعد ان أصبحت قوات الجيش الوطني على مقربة من ضريح الهالك حسين بدر الدين الحوثي بمسافة لا تزيد عن 10 كيلو، علاوة على أن كهوف وجبال مران، مخبأ فار زعيم المليشيا الأخ الأصغر للهالك وصارت هدفا لمدفعية أبطال الجيش الوطني.

من هنا ستكون بداية نهاية مشروع مليشيا الحوثي الاجرامية و التدميرية التي طالما تغنت في إعلامها  الكاذب بجبهات الحدود وما وراء الحدود ولكن سرعان ما انكشف زيف اكاذيبها الذي يؤكده أبطال الجيش الوطني وانتصاراتهم المستمرة في جميع جبهات محافظة صعدة فأبطال الجيش الوطني يطوقون المحافظة من ثلاثة اتجاهات في سبع جبهات مشتعلة على الدوام تبدأ بجبهة الحشوة شرق المحافظة وتنتهي بجبهة مران غربا، وقد حققت هذه الجبهات انتصارات كبيرة خلال العام ٢٠١٨ حيث تم تحرير مديرية باقم القريبة من مدينة ضحيان المركز الفكري للمليشيا الانقلابية في المحافظة  ومديرية الظاهر القريبة من مران المركز العسكري لتلك المليشيا  الكهنوتية.

تطويق أبواب مران

كما تم تحرير 75 % من مديرية كتاف واجزاء واسعة من مديرية رازح وشدا، بالإضافة إلى تطويق أبطال الجيش الوطني لأبواب مران الذي كانت المليشيا تراهن على عدم قدرة أي قوة الاقتراب منه وهناك.. انتصارات متلاحقة في جميع جبهات المحافظة المختلفة.

نستهلها بداية بجبهة الحشوة شرقا والذي يرابط فيها أبطال اللواء التاسع حرس حدود ، حيث تمكنوا من السيطرة على مناطق واسعة وتم تحرير معسكر طيبة الاسم وجبال الربعة الاستراتيجية وتحرير جبال القذاميل.

خسائر فادحة

أما جبهة كتاف فقد تمكن فيها  أبطال الجيش الوطني  من السيطرة على ٧٥%من مساحة المديرية وباتوا يحاصرون  المليشيا الانقلابية في مركز المديرية من ثلاثة اتجاهات، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تتكبدها مليشيا التمرد والانقلاب الحوثي الإيرانية كل يوم على أيدي الأبطال الميامين.

تحرير المديرية بالكامل

جبهة باقم هي الأخرى التي  شق فيها أبطال الجيش الوطني  طريقهم بداية من منفذ علب ومندبة  وتمكنوا من السيطرة على مناطق واسعة وجبال شاهقة مرورا بأبواب الحديد وقرى آل صبحان ومنطقة محديدة وانتهاء بالسيطرة الكاملة على  مركز المديرية،  وتمت السيطرة على المجمع الحكومي وإدارة الامن في المدينة ولم يتبق سوى بعض الجيوب في أطراف المدينة من الجهة الجنوبية.

فتح جبهة شامية الجديدة

كما تم فتح جبهة جديدة شمال محافظة صعدة مابين جبهة باقم وجبهة رازح والتي تسمى جبهة شامية  ويرابط فيها أبطال اللواء الثالث حرس حدود حيث تمكنوا من السيطرة على مناطق واسعة وتقدموا أربعين كيلو متر في عمق محافظة صعدة باتجاه مديرية قطابر.

رازح

جبهة رازح  هي الأخرى التي يسطر فيها أبطال الجيش الوطني أروع الملاحم البطولية ضد مليشيا التمرد والانقلاب الحوثي، فقد حقق فيها  أبطال الجيش الوطني من منتسبي اللواء السادس والسابع حرس حدود  انتصارات ساحقة وكبدوا المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتمت السيطرة  الكاملة على جبال الأزهور الاستراتيجية ومنطقة الحجلة وصولاً إلى جبل القد وبعض القرى المجاورة إضافة إلى مساحات واسعة من المديرية.

جبهة شدا التي فتحت مؤخرا وأضافت زخما جديدا ، وملحمة كبيرة تذيق فيها مليشيا الحوثي الإيرانية ضربات قاسية وموجعة ،فقد تمكن أبطال الجيش الوطني  في اللواء الثالث عاصفة من السيطرة على جبل تويلق الاستراتيجي وجبل الامبيسي  والسيطرة النارية  على مركز مديرية شدا.

أما جبهة الظاهر مران فهي القاصمة التي قصمت ظهور الحوثيين الانقلابيين حيث تمكن أبطال الجيش الوطني  هناك من تحرير مديرية الظاهر بالكامل ومواصلة التقدم باتجاه مران والسيطرة على قرى في وادي ليه وصولاً إلى أطراف منطقة مران.

انهزام وتراجع

تقدر المساحة الاجمالية  التي حررها أبطال الجيش الوطني في محافظة صعدة بـ4 0% من إجمالي مساحتها وهذه النسبة المئوية تبين مدى انهزام مليشيا الكهنوت الأمامية في عقر دارها، وهي في تراجع مستمر، محاولة أن تعيق أبطال الجيش الوطني بكثافة الألغام والعبوات التي زرعتها تلك المليشيا الإجرامية بشكل هستيري وتمترسهم  بالمدنيين لكن تلك الألغام ليست عائقا أمام أبطال جيشنا البواسل  والايام القادمة حبلى بالمفاجآت ،وسينتصر جيشنا الوطني المغوار ، ويفرح أبناء محافظة صعدة وشعبنا اليمني العظيم بنصر وخلاص من هذا الكابوس الذي جثم على صدورهم خلال السنوات الماضية.