رئيس رابطة ضحايا الاغتيالات في حوار مع "مانشيت": لن تثنينا أية معوقات عن تحقيق العدالة (انفراد)

على مدى السنوات الماضية، التي أعقبت عملية تحرير العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، من مليشيات الحوثيين الانقلابية، منتصف 2015، غرقت المدينة في بحر آخر من دماء المسؤولين وقادة المقاومة وأئمة المساجد والدعاة وشخصيات أخرى، سياسية وعسكرية وأمنية. يتكرر مع كل حادثة اغتيال بين هذه القائمة، تساؤل عمّن أطلق الرصاصة؟، لتستمر بعدها عجلة الاغتيالات دون توقف، في حين يبقى هذا السؤال دون إجابة!، ولربما يُراد له ذلك..

أكثر من 210 عملية اغتيال محصورة حتى الآن، شهدتها ثلاث محافظات فقط، نالت عدن النصيب الأكبر منها، في ظل جرأة منفذيها وهشاشة الأوضاع الأمنية التي جلعت من هذه المدينة مستنقعًا لاغتيالات تختلف طرق تنفيذها.

في ديسمبر الماضي، بدأت الأسر المكلومة التي فقدت أفرادها في عمليات الاغتيال، في إشهار "رابطة أسر ضحايا الاغتيالات"، بالعاصمة عدن، لتشكل إطاراً عاماً يدفعها نحو العدالة والإنصاف. وحرص موقع "مانشيت" على إجراء حوار صحفي، مع رئيس هذه الرابطة، الأستاذ، خالد محمد سعد، شقيق محافظ عدن الأسبق، الشهيد جعفر محمد سعد، للاطلاع على أنشطة رابطة أسر ضحايا الاغتيالات ومسيرتها نحو تحقيق العدالة.. فإلى نص الحوار:

·         بداية، نرحب بك في ضيافة "مانشيت"، ولنبدأ بحديثك عن طبيعة نشاط "رابطة أسر ضحايا الاغتيالات"، هل هي مكون تنسيقي أم حقوقي أم ماذا؟

رابطة أسر ضحايا الاغتيالات، هي إطار عام أسس لكي يساعد أسر الضحايا على التحرك وبدء مسيرة البحث عن العدالة، إنصافا للضحايا وأسرهم، وردعا للقتلة والمجرمين والإرهابيين، وحماية للمجتمع من أن تعبث به أيادي القتل والإجرام.

وهدفنا في الرابطة هو كشف الحقيقة ومعاقبة القتلة ومن يقف خلفهم عن طريق القضاء وحده.

كما تهتم الرابطة بتفقد أسر الضحايا واحتياجاتهم وتقديم ما يمكن من العون والمساعدة ما يعينهم على أعباء الحياة.

·         كيف تجدون تفاعل أسر الضحايا معكم؟ وهل نشاطكم يقتصر على العاصمة المؤقتة عدن وحدها أم جميع المحافظات؟

وجدنا تفاعل كبير من أسر الضحايا، وقد حضر كثير منهم حفل الإشهار والبعض الآخر نحن في الهيئة التنفيذية على تواصل دائم ومستمر معهم، وقد زودونا بملفات ووثائق تخص ضحاياهم، والرابطة مفتوحة أمام جميع أسر الضحايا في جميع المحافظات ولن نألوا جهدا في خدمة أسر الضحايا.

·         هل لديكم ملفات قانونية متكاملة للضحايا؟ وكم بلغ عددها حتى الان؟

نعم لدينا عدد من الملفات وبعضها قد تم تقديمها للنيابة، ونحن بصدد استكمال الملفات في بعض المحافظات، ومازلنا نكثف جهودنا مع الخيرين في الوطن، وهناك ملفات تم استكمالها.. ونحن في الرابطة نعمل دون كلل مع فريق قانوني كبير، حتى تكون لتلك الخطوات نتائجها الإيجابية والتي ستصب في خانة الأسر التي أصيبت بتلك المصائب.

·          هل هناك إحصائية لعدد الاغتيالات منذ 2015؟

حتى الآن، العدد الذي تمكنّا من حصره لشهداء الاغتيالات في محافظات عدن ولحج وأبين ومدينتي المكلا وسيئون بمحافظة حضرموت، بلغ 210 شهيد، وعملية الحصر هذه تمت بنزول ميداني، وما زلنا في الوقت الحالي نجري مسحاً في مدينة المكلا.

·          بعد إشهار الرابطة منتصف الشهر الماضي.. ما الخطوة التالية؟

بعد الإشهار نحن الآن على تواصل مع أسر الضحايا لاستكمال تجهيز ملفاتهم  لتقديمها للقضاء ، ولدى الهيئة التنفيذية برنامج عمل تقوم بأعمالها وفق هذا البرنامج.

·         في إبريل من العام 2016، أعلن مدير أمن عدن، القبض على قتلة شقيقكم محافظ عدن الأسبق، الشهيد جعفر، وعلى قتلة رجال الأمن والقضاة.. إلى أين وصلت قضية هؤلاء المضبوطين؟ وإلى أي مدى تتعاون الأجهزة الأمنية معكم؟

سيتم في القريب العاجل تحريك هذه القضايا أمام القضاء ومن الطبيعي أن يمثل المتهمون الذين تمكنت الاجهزة الامنية من القبض عليهم أمام العدالة، ونحن على ثقة أن تكون الأجهزة الامنية عونا وسندا للقضاء من أجل الوصول الى الحقيقة.

·         هناك من يرى أن ملف الاغتيالات بات يستخدم سياسيًا وأصبح أداةً للتراشق بين مختلف الأطراف دون أدلة.. كيف ترون ذلك؟

نحن في رابطة أسر ضحايا الاغتيالات حددنا أهدافنا منذ الوهلة الأولى عند الإشهار وأكدنا في بيان الإشهار الذي يعتبر أهم وثيقة لدى الرابطة أن هدف الرابطة هو كشف الحقيقة ومعاقبة القتلة عن طريق القضاء وحدة. ونرفض رفضا قاطعا تسييس قضايا أهالينا وذويينا.

نحن لدينا برنامج عمل كما أسلفنا  ونمشي بخطى ثابته وفق معطيات وأدلة إن وجدت! ولا نلتفت لأي جهات تريد جرّ هذا الملف لأمور أخرى.

·         هل هناك تعاون بينكم وبين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية؟

نعم، هناك تعاون ومناصرة من منظمات حقوقية محلية، ولنا لقاءات معها خلال الايام القريبة القادمة لبحث ما يمكن ان تقدمه هذه المنظمات من دعم ومناصرة لهذا الملف الهام، وسنبدأ كذلك قريبا برنامج للتواصل مع منظمات دولية معنية بحقوق الانسان.

·         إلى أي مدى تتعاون معكم وزارتي الداخلية والعدل خاصة والحكومة الشرعية بشكل عام؟

نحن لا زلنا في بداية الطريق وفي الأيام القادمة سوف ننسق للقاءات مع الجهات الرسمية ذات العلاقة ، وأملنا كبير في تجاوبهم وتعاونهم مع الرابطة.

·         أخيراً، ما هي أبرز التحديات التي تواجهونها؟

بالتأكيد هناك معوقات متعلقة بالوضع العام في البلد ولكن في كل الأحوال نحن في الرابطة وكأولياء لدم الضحايا لن تثنينا اي معوقات أو تحول بيننا وبين الوصول للعدالة عن طريق القضاء الوطني وإن لزم الأمر فمن الممكن التحرك للوصول إلى القضاء الدولي، المهم هو ألا تضيع الحقيقة ويفلت الجناة من العقاب.