واشنطن تسعى إلى استقرار اليمن ومنع تدخلات إيران
تنظر الولايات المتحدة إلى اجتماعات السويد بين ممثلي الحكومة الشرعية والحوثيين بمناظير متعددة، فقضية اليمن ليست فقط قضية تمرّد الحوثيين على الحكومة الشرعية، بل تمسّ القضايا الإنسانية وسلامة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، بالإضافة إلى أنها تمسّ أمن #السعودية والمواطنين الأميركيين الذين يعيشون أو يعملون في الخليج العربي، ومن وراء كل هذا لا تريد واشنطن إعطاء إيران موطئ قدم في #اليمن يشبه ما حدث في لبنان مع حزب الله وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية، مايك بومبيو، منذ أيام.
تحدّثت "العربية.نت" إلى مسؤولين في الإدارة عن الموقف الأميركي، وهم أشاروا بوضوح إلى أن الإدارة تعتبر مجرد الاجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين إنجازاً ضخماً لم يحدث من قبل،
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن التحالف الدولي بقيادة السعودية قام بعمل إيجابي جداً لأنه سهّل للمرة الثانية هذه الاجتماعات، وهذه المرة قامت السعودية بخطوة يقدّرها الأميركيون بشكل خاص وهي السماح بإخلاء جرحى للحوثيين إلى عمان.
الاستقرار هو المفتاح
أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن سياسة الإدارة الأميركية تقوم في الأساس على التوصل إلى "استقرار في يمن موحّد يعيش بسلام وبحبوحة" والاستقرار في هذه المعادلة هو المفتاح.
لا يعتبر الأميركيون أن الوصول إلى نتائج نهائية أمر سهل، بل هو أمر صعب بكل ما للكلمة من معنى، فالحكومة الشرعية طالبت قبل الذهاب إلى السويد "بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية"، وأن تشرف على أمن مدينة الحديدة الشرطة تحت إدارة وزارة الداخلية، كما تؤكد الحكومة الشرعية على ضرورة التمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216".
الخطوة الأولى
يعتبر الأميركيون الآن أن التوصل إلى "إطار عمل" سيكون إنجازاً حقيقياً كخطوة أولى، ثم تذهب الأطراف إلى مفاوضات للتوصل إلى حلّ دائم.
وقال مسؤولون أميركيون لـ "العربية.نت" إن على كل الأطراف تقديم تنازلات، وأكدوا أن لا أحد مقتنعا بالحلّ العسكري للأزمة اليمنية، كما أن الحلّ العسكري لن ينتج استقراراً على المدى الطويل.
لذلك تسعى الأطراف إلى حل سياسي بالتفاوض يوقف النزيف الحالي، ويبعد اليمن عن شفير الكارثة، ويرفع الأعباء المالية والعسكرية عن دول التحالف، التي تعرف الولايات المتحدة أنها تريد في نهاية المطاف الحفاظ على أمنها وضمان أن لا تحظى إيران بموطئ قدم في اليمن.
حوثيون بدون إيران
ترى الإدارة الأميركية أيضاً بحسب المسؤولين الذين تحدثت إليهم "العربية.نت" أن من الباكر جداً معرفة أي دور سيكون للحوثيين في بنية السلطة في اليمن، لكن الإدارة ترى أنه من الضروري أن يكون الحوثيون جزءاً من الحلّ.
وفيما يبدي وزير الخارجية مايك بومبيو قلقاً كبيراً من الدور الإيراني في اليمن، هناك نوع من محاولة للقول إن احتواء الحوثيين سياسياً سيقفل الباب أمام التدخل الإيراني.
ويحذّر المسؤولون الأميركيون من أن أيران تستفيد دائماً من الاضطرابات، وتتدخّل في شؤون الدول العربية، لكن الاستقرار هو أفضل مانع لتسرّب النفوذ الإيراني.
ويضيفون أن الاستقرار سيكون شرطاً أساسياً لمنع داعش والقاعدة من السيطرة على مناطق في اليمن، و #الولايات_المتحدة لا تريد تهديداً لأمن الملاحة الدولية على يد الحوثيين بسلاح إيراني كما أنهم لا يريدون تهديداً لأمنهم على يد عناصر داعش أو القاعدة.