مشاورات السويد.. من سلام شامل إلى اجراءات "بناء الثقة" (تقرير)

مانشيت – خاص:


يجهد المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث لتحقيق اختراق لدفع عملية إحياء عملية السلام في اليمن بعد فشل مشاورات جنيف في سبتمبر الماضي بعد تعنت وفد الحوثيين ورفضه الحضور.

 

تحركات جريفيت لم تصل إلى قناعة حقيقية لديه ربما لضمان حضور الحوثيين هذه المرة أيضاً، وهو ماعبرت عنه مصادر أممية أكدت أن موعد انعقاد المشاورات المرتقبة لن يتم الإعلان عنه إلا بعد وصول جميع الأطراف اليمنية إلى المكان المقرر لانعقادها في السويد.

 

ويتهم جريفيت من قبل أصوات في الحكومة الشرعية بانه يتعامل بتراخي مع اشتراطات الحوثي قبيل مشاورات السويد، وأحال مهمته من مبعوث أممي يطبق قرارات الشرعية الدولية إلى رجل يسعى للتوفيق بين الطرفين دون الالتزام بالمرجعيات الدولية لإحلال السلام في اليمن.

 

وكان المبعوث وصل اليوم الإثنين، إلى صنعاء لمرافقة وفد الحوثيين في طريقه إلى محادثات السويد، تزامن ذلك مع إقلاع طائرة تابعة للأمم المتحدة من مطار العاصمة وعلى متنها 50 جريحاً من مقاتلي مليشيا الحوثي إلى مسقط.

 

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر ملاحي في مطار صنعاء قوله، إن «الطائرة أقلعت قرابة السادسة مساء بتوقيت صنعاء، وعلى متنها 50 مصاباً ومرافقوهم وفريق من الأطباء»، الأمر الذي أكده مصدر في الأمم المتحدة.

 

ونقلت عن مسؤول في صنعاء قوله، إن الوفد قد يسافر مساء اليوم الاثنين أو صباح غد الثلاثاء»، لافتاً إلى أنه جرى الاتفاق مع جريفيث على أن يذهب 50 مرافقاً مع جرحى المليشيات.

 

وقال التحالف العربي في بيان له إنه وافق على الإجلاء لدواع إنسانية وضمن إطار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية للتمهيد لمفاوضات السويد التي من المفترض أنها ستعمل على تطبيق القرارات الأممية بشأن اليمن وعلى رأسها القرار (2216).

 

وبحسب مراقبين فإن التحركات الأممية لاتزال تراوح عند إجراءات بناء الثقة بعيداً عن الخوض في تفاصيل الاتفاق السياسي الذي يجب أن يتمخض عن المشاورات وتطبيق القرارات الأممية.

 

وقال عضو وفد الحكومة للمفاوضات، عبد العزيز الجباري، إن مشاورات السويد، التي ستنطلق يوم 6 ديسمبر/كانون الأول، ستكون الفرصة الأخيرة، لإحلال السلام في اليمن، معتقدا صعوبة عقد جولة مفاوضات جديدة في حال فشل هذه الجولة.

 

وتابع في تصريح صحفي: "أنا أعتقد أن مشاورات السويد ستكون أخر المشاورات، إما سلام.. وان لم نصل إلى حلول خلال الأيام القادمة فسيكون الوضع معقدا و سيكون من الصعب عقد جولة من المفاوضات و سيعود البلد إلى مرحلة الاحتراب".

واستطرد: "هذه ستكون الفرصة الأخيرة إذا لم نستغلها كيمنيين نكون قد فرطنا بفرصة أخيرة للسلام".

وأشار الجباري إلى وفد الحكومة اليمنية سيغادر إلى السويد للمشاركة في المشاورات، بعد مغادرة وفد حركة الحوثيين صنعاء وتوجههم إلى السويد.

وأوضح الجباري أن "الطرف الحوثي يعتبر حرص المجتمع الدولي و محاولة جلبهم إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى سلام، يعتبروا انهم حققوا انتصار وأن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة انهم اصبحوا قوة وأنه يجب أن يرضخ لمنطقهم، هذا الكلام للأسف الشديد غير صحيح".


وكان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني قال بأن اجراءات بناء الثقة بحاجة إلى ضمانات لإجبار الحوثيين على الوفاء بها.

وبالمحصلة فإن العبرة من أي مشاورات لإحلال السلام في اليمن هو قدرتها على انجاز اتفاق سياسي ضمن المرجعيات والقرارات الدولية، وليس الاكتفاء بإقناع الاطراف بمجرد الحضور والجلوس على طاولة المفاوضات.