الطالب الجامعي في عدن.. أنينٌ يتفوق على الطموحات (استطلاع)

صورة إرشيفية لإحدى كليات جامعة عدن

مانشيت - خاص:

 تتصاعد معاناة الطلاب الجامعيين، في كليات العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وترديها وانهيارالعملية المحلية، إلى جوار ارتفاع الأسعار بشكل عام وتضاعف أجرة المواصلات، لتصبح كل هذه العراقيل، تحدياً إضافياً قد يوازي تحديات مسيرة التحصيل العلمي التي يعيشها الطالب اليمني عامة، خلال مسيرة طموحه العلمية.

تقول الطالبة، خديجة نور الدين آدن، بكلية الهندسة، قسم هندسة مدنية، إن معاناة الطلاب الجامعيين ليست مقتصرة فحسب على التحديات الاقتصادية، إذ أن هناك تحديات أخرى "بدءاً من الإضراب والذي لا يحمل باطنه أي مصلحة للطلاب أو للمدرسين أيضاً ولو كانت ظنونهم عكس ذلك".

مؤكدة أن الاضطرابات التي نجمت عن الاضراب خلال الفترة الأخيرة "صادفت انعقاد امتحانات الدور الثاني للطلاب،  وكانت مأساة شديدة ، من قطع الطريق وإيقاف سير الامتحانات وعرقلة سير العملية الدراسية".

وتشير في حديثها لـ"مانشيت"، إلى أن المشكلات الاقتصادية وارتفاع أسعار المشتقات وعدم توفرها، باتت مشاكل مؤرقة، لكن الأسوأ برأييها هو "أن الطالب وخصوصاً في كلية الهندسة؛  لا يجد الباص الذي ينقله من جامعته إلى خارج حدود مدينة الشعب، وعانينا من الأمر ما بلغ به الثقل، وفي أحيان كثيرة نضطر لقطع المسافة مشياً على الأقدام وكأن المسافة الطويلة للذهاب والإياب والشمس والإجهاد المسلط بشكل يومي في حرم الجامعة لا يكفي!، وللأسف الشديد لم نجد أي ردة فعل لحل هذه المشكلة".

وقالت إن "ما يحدث في الشارع ينعكس أثره على الجامعات والطلاب بالفترة الأخيرة بشكل كبير جداً، وهذا سبب أزمة نفسية لكثير جداً، البعض فقد لهفته في الدراسة، والبعض لم يستطع تحمل تكلفة المواصلات لأوضاعه المادية، وكثير جداً ممن يحاول التأقلم لكن كثرة العوائق توصل الطالب لمرحلة من الأسى واليأس عن ما يحدث ويتمنى لو أنه لم يتواجد في هذا الوضع الذي يدهسه بدون ذنب له سوى تواجده في مدينة تسمى عدن".

وعبرت آدن، عن تمنياتها بنهاية هذه الأيام إلى غير رجعة، "ونتمنى من إدارات الجامعات أن تخفف الحمل عن الطلاب في المستلزمات ومتطلبات الدراسة ، والتعاون مع ابنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات للمرور بهذه الأزمة".

  

ويرى الطالب، يونس السروري، بكلية الآداب ، تخصص صحافة وإعلام، أنه لاشك في تضاعف معاناة الشعب اليمني بعامته، بعد ارتفاع سعر الدولار، وانهيار الوضـع الاقتصادي لليمن ومع ما تشهد اليمن من صعاب وسلبيات الانقلاب الحوثي.

وقال في حديثه لـ"مانشيت"، إن الطلاب الجامعيين "ومع انتشار البطالة، نعاني كثيرا من ارتفاع الاسعار بسبب انهيار العملة، فأصبحت المواصلات والادوات الدراسيـة كلها تباع بأسعار مضاعفة زادت من معانا الطلاب واذا استمرت الوضع الاقتصادي بهذه الحالة فربما سيكون هناك تسرب من الدراسة بسبب عدم المقدرة على تكاليفها".


وفي المقابل، يعتقد الطالب في كلية الحاسب الآلي، حزام القاضي، في حديثه لـ"مانشيت"، أن "المعاناة الذي يواجهها الطلاب في ظل التدهور الاقتصادي وانهيار العملة، هي بدايةً عدم حضور اغلبية الدكاترة لارتفاع المواصلات ما يؤدي الى اهمال الطالب شيئاً فشيئاً، وهذه هي اكبر معاناه يعانيها الطالب الجامعي، وبعد ذلك يعاني الطالب من ارتفاع في سعر طباعة الملازم وعدم توفرها كما كان في السابق ما يؤدي الى نوع من الضياع العلمي والمماطلة والقلق لدى الطالب ،فالازمة لم تنتج شيئاً ايجابياً انما تعمل على تدهور العلم والتعليم، وهذا ما يجعل العلم كعمله كلما ارتفعت ارتفع وكلما تدهورت تدهور".


ويقول الطالب في كلية الحقوق، محمد عوض الصبيحي، إن الأزمة التي يمر بها البلد، لها انعكاسات عديدة، وتأثيرها سيكون بالطبع على الجميع من خلال تردي الأوضاع المعيشية، "لكن بالنسبة للطالب أكيد بيكون التأثير عليه أكثر أولا على المستوي المعيشي وهذا سيؤثر على الجوانب الأخرى، ومنها مستواه التعليمي، وهذا مهم بالنسبة له كطالب".

ولفت الصبيحي في حديثه لـ"مانشيت"، إلى أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب، تركوا قاعات الدراسة هذا العام، ولم يستطيعوا مواصلة الدراسة، بسبب الظروف الاقتصادية العصبة، خصوصاً مع الدخل العام للفرد، وشح الراتب إن وجد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وكل مستلزمات الحياة".

وقال إنه وعلى الرغم من كل هذه المثقلات التي تقع على كاهل الطالب أو الطالبة، إلا أنه لا توجد مراعاة لظروفهم من قبل الدكاترة في الجامعة، حيث يشددون على الحضور ويرصدون لها درجات ويخصمون من درجات المتغيبين، دون النظر إلى ظروفهم، "وهذا ما عانيته أنا شخصياً".


بدورها، تقول طالبة الصحافة والإعلام، بكلية الآداب، نشوى العمودي، إن الطالب اليوم بات بحاجة إلى أكثر من 1000 ريال يمني، كقيمة أجرة المواصلات فقط، دون مصروف أكله وشربه، ناهيك عن متطلبات "الملازم" وما إلى ذلك، "فإذا أخذ الطالب 1000 ريال يومياً، فمعنى ذلك 30 ألف ريال شهرياً، فكم سيتبقى من راتبه إذا كان يعمل أو راتب معيليه إذا كان لديهم مرتب شهري أصلاَ؟".

وقالت في حديثها لـ"مانشيت" إن التدهور الاقتصادي أصبح متسارعاً بشكل جنوني، وحياة الفرد الواحد باتت متطلبة بشكل كبير، فكيف من لديه أسرة كبيرة ومعدم الدخل المادي؟.

وطالبت العمودي، الجهات المعنية بالالتفات إلى "معاناة المواطنين، ومآسي الطالب الجامعي المتلاحقة، وضرورة إيجاد حلول تنتشل الأوضاع الجارية بأي طريقة كانت".