وزير للدفاع من "بكيل".. قرار يكشف طبيعة المرحلة القادمة

مانشيت - خاص - عبدالملك الطيب:

قرار جمهوري يقضي بتعيين الدكتور، معين عبد الملك رئيسًا للوزراء، يفجر مفاجأةً كبرى في إخراج هذا المنصب من الإقليم الشرقي و لأول مرة منذ عام 90م،باستثناء الفترة القصيرة للدكتور عبدالكريم الإرياني منتصف التسعينات. هي مرحلة استثنائية تخص مستقبل كل اليمن و المنطقة، و تتطلب قراراتٍ استثنائية.

د. معين عبدالملك هو ابن "تعز"، أو هو بمصطلح مشروع الأقاليم التي يتبناها الرئيس و معه مكونات الشرعية، و من وراءه دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، رجل سياسي ينتمي إلى إقليم الجند الذي ما يزال نصفه تحت سيطرة الحوثيين، و إذا جرى قياس ثقله بناءً على تأثيره عسكريًا فهو أكثر من النصف بكثير.

قبل أن يهدأ الجدل الإعلامي بهذا الشأن، صدر القرار الجمهوري الذي يقضي بتعيين الفريق، محمد المقدشي وزيرًا للدفاع. وعند أصحاب السياسة: من يغادر منصبه إلى منصبٍ أدنى، أو يبعد منه يستبعد أن يعود إليه مجددًا؛ لكن المقدشي الذي أُبعدَ قبل نحو عامٍ من رئاسة هيئة الأركان، عاد اليوم وزيرًا للدفاع.

يتوقف البعض عند ظهور وزير الدفاع السابق المناضل اللواء/ محمود الصبيحي عبر اتصال هاتفي أجراه قبل أيام من معتقله لدى الحوثيين، مطمئنًا أهله على صحته. هل تذكر الرئيس هادي أن هناك وزيرًا للدفاع ما يزال معتقلًا لدى الحوثيين، فتذكر أن هذا المقعد شاغر في ظل معركة عسكرية مستمرة ؟! .. يتساءل البعض بسخرية، لكن سؤالهم يبدو أدعى للسخرية بالنظر إلى دوافع القرارات من هذا النوع و بهذا المستوى.

انتعشت الجبهات القتالية في عدة اتجاهاتٍ خلال الأيام القليلة الماضية كـ"الحديدة، صعدة، الضالع دمت" و حققت خلال أيام ما لم تحققه خلال أشهر. فكل ما استجد ليحدثَ هذه النقلة المفاجئة هو أن القرار السياسي الدولي الذي كان مرفوعًا ليكبح الجبهات، تم إخفاضه لتدور العجلة نحو مرحلةٍ جديدة.

يثور الحديث عن التسوية السياسية التي تنقذ الحوثيين، و تبقي عليهم كقوةٍ مسلحة في قلب اليمن و على خاصرة المملكة، و يتساءل الكثير عن طبيعة المرحلة التي تعقب معركة الحديدة ؛ وذلك سؤال شديد الإلحاح يحتاج من رئيس الجمهورية جوابًا عاجلًا، و هو قد أجاب عليه بالفعل و بصورةٍ أكثر عجلة مما توقع أصحاب السؤال ؛ إذ أطلق الجواب مساء أمس و لكن ليس بخطابٍ إعلامي، بل بقرار جمهوري قضى بتعيين وزيرٍ للدفاع ينتمي إلى قبائل بكيل أو ينتمي -بلغة مشروع الأقاليم- إلى إقليم آزال. باللغتين: هي أزال إذن، و القرار يكشف بجلاءٍ عن طبيعة مرحلة ما بعد الحديدة !