على وقع اشتعال المواجهات في 6 محافظات يمنية.. ماذا عن بقية الجبهات؟ (تقرير)

مانشيت - خاص:

تتسارع وتيرة الانتصارات التي تحققها قوات الجيش الوطني اليمني، المسنودة من قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد مليشيات الحوثي الانقلابية، في أكثر من 6 محافظات يمنية، مضيّقة من خلالها الخناق على المليشيات، وسط حالة انهيار كبيرة، وخسائر بشرية ومادية في صفوفهم.

العمليات العسكرية الأخيرة، للجيش اليمني، بمساندة طيران التحالف العربي، في كل من: الحديدة، صعدة، حجة، البيضاء، الجوف ومحافظة الضالع، حققت تقدماً ميدانياً كبيراً، قضمَت به جزءًا من المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها مليشيات الحوثيين في المناطق المختلفة من هذه المحافظات، وباتت في طريقها لتقليص نفوذ المليشيات في تلك المناطق، ضمن مشروعها الرامي للتخلص من الانقلاب واستعادة ما تبقى من الدولة اليمنية.

 

تطورات ميدانية

وتشير المعلومات العسكرية الواردة من محافظة الحديدة، على الساحل الغربي للبلاد، إلى أن قوات الجيش وفي مقدمتها ألوية العمالقة، تقترب من استعادة السيطرة على مدينة الحديدة الاستراتيجية، مركز المحافظة، من خلال مواصلتها التوغل في الأطراف الشمالية، بعد عملية التفاف ناجحة من الجهة الشرقية، متقدمة باتجاه شارع "الخمسين" في طريقها نحو المدنية.

مصادر محلية في المدينة، أكدت لـ"مانشيت"، أن الجهتين الشمالية والشرقية لمدينة الحديدة مشتعلتان بالمواجهات المسلحة، وسط حالات فرار لعناصر من مليشيات الحوثيين إلى قلب المدينة، هرباً من شدّة الاشتباكات واستمرار القصف الجوي والمدفعي.

وبحسب المصادر، فإن قوات الجيش، تقدمت في الجهة الشمالية للمدينة، في محاولة لفرض حصارها على المدينة من جميع الجهات، ولقطع خط طريق "الشام"، الرابط بين الحديدة ومحافظة حجة، لوقف الإمدادات العسكرية للحوثيين بشكل كامل، وسط مقتل العشرات من عناصر المليشيات ومئات الجرحى الذين تعجّ بهم مستشفيات المدنية.

وطبقاً للمركز الإعلامي، لقوات الجيش اليمني، فإن القوات تسعى للتوغل في "الخط الترابي نحو شمالي المدينة للوصول الى نقطة الشام في الخط الواصل بين محافظتي الحديدة وحجة لعزل المليشيا نهائيا عن مناطق الإمداد وتسهيل دخول القوات المتقدمة من عدة محاور نحو المدينة".

وذكر المركز، أن عشرات القذائف التي  أطلقها الحوثيون من وسط الأحياء السكنية سقطت في شارع 7يوليو، ما أسفر عن مقتل مدني  وإصابة اثنين آخرين أحدهما بحالة حرجة، عوضاَ عن اضرار مادية لحقت ببعض المباني السكنية.


وفي محافظة صعدة، المركز الرئيس لمليشيات الحوثيين الانقلابية، أقصى شمال اليمن، تمكنت الجيش، من تحرير مواقع استراتيجية في مديرية رزاح، غرب المحافظة، كجبل "الأزهور"، ومناطق "معتق لقمان، تبة التهرة وقرية الثاهر"، بدعم وإسناد من مقاتلات التحالف العربي، بقيادة السعودية، بعد يومين فقط، على تحريره أكثر من 20 قرية والتقدم لمسافة 40 كيلو متر، في مديرية الملاحيظ.

كما أحرزت قوات الجيش الوطني، تقدماً عسكرياً متسارعاً، من خلال سيطرتها على مديريتي دمت القديمة وجُبن، شمالي محافظة الضالع، واستعادتها من مليشيات الحوثيين، ضمن عملية عسكرية واسعة، انطلقت صباح الاثنين. في حين تمكنت القوات من من تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية والقرى في مديرية حرض، شمالي محافظة حجة، بعد مواجهات عنيفة ضد المليشيات الانقلابية.

وفي محافظة البيضاء، وسط البلاد، تواصل الأولوية التابعة للجيش، هجومها على مواقع الحوثيين، من المناطق التي سيطرت عليها الأحد بسلسلة جبل البياض وجبل صوران، بمديرية الملاجم، وسط المحافظة، طبقاً لموقع الجيش اليمني.

ويرى خبراء عسكريون، في حديثهم لـ"مانشيت"، أنه بات من المهم أن تنشط الجبهة القتالية في جبهة قانية، بمديرية ردمان، لتشديد الخناق على المليشيات الحوثية، من جهة الشمال، بشكل متزامن مع الاشتعال الذي تشهده جبهتي الملاجم وناطع، لتحقيق مكاسب عسكرية أكبر.  

تقول مصادر عسكرية في الجيش اليمني، لـ"مانشيت"، إن مليشيات الحوثيين الانقلابية، تعيش اسوأ أوقاتها عقب الانهيارات المتسارعة والمتلاحقة في معظم جبهات القتال المشتعلة، في مختلف المحافظات اليمنية، وباتت فرق القناصة وفرق زراعة الألغام والعبوات الناسفة، التابعة لهم، بمثابة الدرع الحامي لإبطاء عملية الحسم النهائي.

 

هل هناك جبهات "نائمة"؟

وعلى الرغم من كل تلك الانتصارات في أكثر من 6 محافظات يمنية، فثمّة من يتساءل عن غياب التحرك العسكري في الجبهات القتالية الأخرى، كجبهة "نهم" شرقي صنعاء، و"صرواح" غربي مأرب، وجبهات محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، وعدم استغلالها لحالة الإرباك والانهيار الكبيرة التي تعيشها المليشيات الحوثية، في ظل اشتعال معظم جبهات القتال في البلاد، لتحقيق التقدم الميداني.

ويردُ العقيد، يحيى الحاتمي، رئيس شعبة الإعلام العسكري في الجيش اليمني، بعدم وجود جبهات قتالية "نائمة" في الوقت الحالي بشكل مطلق، وإن جميعها مشتعل، ويشهد مواجهات عسكرية.

وقال في مداخلة تلفزيونية أمس الاثنين، مع إحدى القنوات المحلية، إن الإعلام العسكري، تحركه قيادة الجيش الوطني، وهي تفضّل عدم إبراز ما يدور في بعض الجبهات، "لأغراض وأهداف واستراتيجيات عسكرية"، ولديها استراتيجية لإعلان ما تحقق في جبهة في توقيت معيّن.

مؤكداً أن جبهة نهم القتالية، شرقي العاصمة صنعاء، تمكنت الاثنين، من السيطرة على الطريق الرابطة بين مديرية أرحب، ومحافظة الجوف، ومنطقة هرّان، وقال إن هذه المعلومة مثال للمعلومات التي تتحفظ عنها القيادة العليا للجيش اليمني.

 

ترقّب القادم

يشير رئيس شعبة الإعلام العسكري، إلى أن قيادة الدولة، أطلقت ساعة الصفر لقوات الجيش الوطني للانطلاق في كل المحاور القتالية، وأن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً كبيراً جداً، لصالح الشرعية، وستحسم من خلالها المعركة ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، المدعومة من إيران.

وكان الرئيس، عبدربه منصور هادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد توعّد المليشيات الحوثية وزعيهما، خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد لواء العروبة، المقاتل في صعدة، العميد عبدالكريم السدعي، يوم الأحد، برفع علم الجمهورية اليمنية قريباً على جبال مرّان، وأن "هذه العمليات العسكرية النوعية ستتواصل حتى تحرير العاصمة صنعاء وتحقيق حلم أبناء الشعب اليمني في الدولة المدنية الاتحادية الحديثة".

مؤكداً على أن "علم حوثي أيران سيسقط كما سقط علم الاستعمار البريطاني في مثل هذه الأيام في شهر نوفمبر العظيم وسيرتفع علم الجمهورية اليمنية فوق قمم جبال مران وان النصر قريب" .