مكافحة تهريب الأسلحة لصالح لحوثيين من أبرز الدوافع..

"السعودية" تكثّف حضورها لدعم الحكومة الشرعية في جنوب اليمن (تقرير)

مانشيت – خاص:

استبق السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، عودة الحكومة اليمنية بزيارةٍ خاطفةٍ إلى العاصمة المؤقتة عدن الاثنين، أعلن خلالها عن دعم المملكة لقطاعاتٍ خدميةٍ عدة، وجهودها لانعاش الوضع الاقتصادي المتدهور، وتعزيز استقرار العملة المحلية وغيرها من أوجه الدعم المختلفة.

وتركزت مجالاتُ الاعلان السعودي المشمولة بالدعم قطاعات: الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والطرق؛ وهي ذات المجالات التي وجّه الرئيس هادي رئيس حكومته الجديد د.معين عبدالملك للتركيز على تحقيق إنجاز فيها باعتبارها عصب التنمية والاستقرار المجتمعي بصورة عامة.

مؤشراتُ تزايد حضور الثقل السعودي في ملف إدارة العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، بدأ مطلع العام الحالي، حيث كانت أول زيارةٍ للسفير آل جابر لعدن زار خلالها المرافق الحيوية للمدينة وأهمها الميناء، وتوقيع اتفاقٍ مع وزارة النقل اليمنية قضى بموجبه إسنادَ مهمة تأمين الموانئ اليمنية إلى قوات خفر السواحل المدربة أمريكيًا.

الحضور السعودي في العاصمة المؤقتة عدن أكد مؤشراتِ الانفراج في عدّة ملفاتٍ بقيت دون حلٍ بين الحكومة الشرعية و دولة الإمارات العربية  تسببت في استفحال الأزمات في الوضع الاقتصادي والمعيشي، و فاقمت من معاناة الناس في المناطق المحررة.  كانت أولى ملامح ذلك الانفراج هو تغيير رئيس الحكومة بعد وساطةٍ سعودية تكفّلت خلالها بتوفير أسباب النجاح لرئيس الوزراء الجديد وأعضاء حكومته ودعم جهودها في تعزيز الاستقرار والسماح بعودتها لممارسة مهامها من العاصمة المؤقتة عدن.

وكانت السعودية هددت بالتدخل العسكري لمواجهة تهديد المجلس الانتقالي الجنوبي بإسقاط العاصمة المؤقتة عسكريًا، وطرد الحكومة الشرعية منها وفقا لبيان (3) أكتوبر الشهير، واستكمال انقلابه على الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن.

وتهدف الرياضُ من تعزيز حضورها في عدن و المناطق المحررة، إلى تقوية موقف الحكومة الشرعية في أي مفاوضاتٍ قادمة بشأن الحل السياسي في اليمن، و تخلصِها من الضغوط الدولية التي تتخذ من ضعف الحكومة الشرعية في المناطق المحررة ذريعةً لإجبار الرياض للقبول بحلول سياسية تُبقي على الحوثيين دون تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وكان المجلس الانتقالي الجنوبي أحد أدوات تلك الضغوط.

كما لا يزال ملف تهريب الصواريخ الإيرانية إلى الحوثيين عبر السواحل الجنوبية والشرقية للبلاد يؤرقُ الرياض نظرًا لاستمرار تعرّضِ مدنها للقصف من قبل الحوثيين.

وتقود في سبيل منع ذلك اجماعًا دوليًا، حيث زار قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى الجنرال "جوزيف فوتيل" عدن مطلع سبتمبر الماضي، التقى خلالها رئيسَ هيئة الأركان العامة اللواء الركن "طاهر العقيلي" و بحث معه تطوير قوات خفر السواحل اليمنية والقوات البحرية لمكافحة التهريب. وكانت زيارة الجنرال "فوتيل" إلى عدن سبقتها زيارتان إلى كلٍ من الرياض وأبو ظبي.

زيارة المسؤول العسكري الأمريكي البارز جاءت في ذروة تصعيد الانتقالي الجنوبي ضد الحكومة الشرعية، وهو ما عكس تطابقَ وجهة نظر واشنطن وحليفتها الأبرز الرياض باعتبار أي تحركات قد يقودها الانتقالي تهدف إلى تقويض تواجد الحكومة الشرعية، و إغراق الجنوب في الفوضى الذي يصبّ لمصلحة عودة نشاط الجماعات الإرهابية في الجنوب، و استمرار تهريب الصواريخ الإيرانية لجماعة الحوثي الانقلابية.

زيادة الحضور والتأثير السعودي في العاصمة المؤقتة والمناطق المحررة أضحى اليوم مطلبًا ضروريًا وملحًا أكثرَ من أي وقتٍ مضى، وهو ما تفطنت له الرياض منذ تدخلها لإيقاف حرب يناير الأخيرة مطلع العام الجاري، على اعتبارها أحدَ أبرز نتائج غيابها في العاصمة المؤقتة عدن سابقًا .