"الإنتقالي" وحوار الطرشان.. اعتراف بالخطأ.. أم ذر للرماد؟ (تقرير)
أثارت دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للحوار
مع المكونات السياسية الجنوبية جدلا كبيراً ممزوج بالسخرية بين الاوساط السياسية و الشخصيات
الاجتماعية في الجنوب.
و تركزت التساؤلات حول جدية المجلس وقدرته على
خوض حوار حقيقي مع مختلف ألوان الطيف الجنوبي دون استثناء وبعيداً عن أي مواقف
مسبقة أو تهم معلبة يتم بها وصم الخصوم السياسيين تمهيدا لإقصاءهم من قبل أطراف سياسية تتهم بالسيطرة التامة على مفاصل المجلس، حيث ظهر على سبيل المثال فضل الجعدي الذي يشغل عضوية هيئة رئاسة الانتقالي، وهو يمثل الحزب الاشتراكي الذي يشغل عضوية مكتبه السياسي أيضا في لقاء الانتقالي بممثلي الاحزاب! في مخاتلة سياسية لا تخطئها عين.
هذا إذا ما أضفنا التساؤلات عن نوايا
الانتقالي من وراء دعوته للحوار في هذا التوقيت بالتحديد لاسيما بعد تلقيه ضربة
موجعة من المملكة العربية السعودية والتي منعت تنفيذه لما ورد في بيان (3) أكتوبر
الشهير و استكمال انقلابه على الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن، وهددت
بالتدخل العسكري لمواجهته.
هذه المخاوف عبر عنها القيادي والكاتب الجنوبي عبدالكريم
سالم السعدي الذي نفى صدقية دعوات الحوار التي اطلقتها مكونات جنوبية .. مؤكداً أن
:"دعوات الحوار التي تطلقها بعض المكونات الجنوبية كل ماشعرت بالغربة لا مصداقية
لها في أفعال هذه المكونات على الأرض".
وقال القيادي الجنوبي عبدالكريم السعدي في منشور له على
صفحته في الفيسبوك إن دعوات الحوار الجنوبي هذه لا تختلف عن دعوات تحرير الجنوب وإسقاط
الحكومة والسيطرة على المؤسسات.
واختتم الكاتب السعدي منشوره بالتأكيد أن أي نجاح لحوار جنوبي
لابد من التخلي عن البابوية التي يدعيها البعض، وأن يقبلوا بأن الجنوب لكل أبنائه.
من
جهته كشف مصطفى زيد، رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج الجنوب العربي، بأن المجلس
الانتقالي الجنوبي يعلن عن اجتماعات مع أعضاء تابعين له، ومفصولين عن المكونات السياسية
الأخرى على أنهم ممثلين لتلك القوى وهو تضليل وإفلاس.
ووصف
زيد في اتصال هاتفي نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية ، ما أعلنه الانتقالي
عن عقد اجتماع مع تاج الجنوب العربي بـ"المهزلة"، لأن من اجتمعوا بهم هم
قيادات أصلا في الجمعية الوطنية للانتقالي وتم فصلهم من التجمع الديمقراطي في العام
2008، وطالب زيد المجلس الانتقالي بالكف عن تضليل الجنوبيين وإعلان أعضاء المكونات
السياسية المنضوية تحت الانتقالي بتقديم استقالاتهم من أحزابهم الرئيسية إن كانوا صادقين.
وأكد
رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج الجنوب"، قائلا "نحن في مكون تاج
الجنوب العربي سبقنا الكل بإجراءاتنا التنظيمية بفصل من انتمى إلى الانتقالي اليمني
مباشرة، ونبهنا وقلنا إن الانتقالي صوره أخرى لأحزاب المشترك اليمني لأن أعضاء هيئة
رئاسته من الأحزاب اليمنية المؤيدة للوحدة اليمنية وهو ما تعمل عليه القوى السياسية
في الجنوب العربي".
وكان
المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن الأربعاء، عن لقاء جرى بين أحمد سعيد بن بريك رئيس
الجمعية الوطنية رئيس لجنة حوار الأحزاب والمكونات السياسية في المجلس بممثلين عن تاج
للتجمع الديمقراطي الجنوبي.
ودشن المجلس الانتقالي حواراته بلقاء مع ما أسماهم "ممثلين"
عن حزبي الرابطة والاشتراكي الثلاثاء الماضي.
وكان القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني عتيق باحقيبه اتهم
المجلس الانتقالي بإقصاء أغلب المكونات والشخصيات الجنوبية الوازنة في الشارع الجنوبي وذلك في رسالة الاستقالة من الهيئة القيادية
للحزب الاشتراكي في الجنوب.
ووصف باحقيبة ما يجري بالعبث والفوضى الحزبية متهما الهيئة القيادية للحزب في الجنوب بالانضواء في المجلس الانتقالي والدفاع المستميت عنه، مؤكدا بذلك المخاوف من سيطرة الحزب الاشتراكي على المجلس.