"حجارة الموت" في اليمن.. تقنية إيرانية لحصد الأرواح

مناشيت ـ متابعات

تشكل العبوات الناسفة والألغام التي تزرعها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في عدة مناطق يمنية خطراً كبيراً وحقيقياً على المدنيين وعلى مستقبل الأجيال حتى بعد انتهاء الحرب ما يعد في نظر العالم انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي والإنساني.

 

 اللافت في الموضوع أن تلك الألغام والعبوات الناسفة ليست مجرد سلاح محلي بل هي منظومات أسلحة متكاملة محترفة منذ البداية يصنعها ويشرف عليها خبراء إيرانيون تم تطويرها من الألغام البدائية الصنع إلى عبوات يمكن التحكم بها لا سلكياً.

 

في وقت سابق من العام 2018م وصف تقرير منظمة «بحوث التسلح أثناء النزاعات» (CAR)المتفجرات الناسفة الخارقة التي تم التقاطها في اليمن على أنها تحمل كل صفات المصفوفات المتطورة التي قام ما يسمى بـ«حزب الله» بنشرها لسنوات ومنحها للميليشيات العراقية بعد عام 2003 وهي ذاتها المنتشرة والمستخدمة في سوريا وحيث ما وجدت ميليشيات تتبع إيران.

 

الميليشيات الحوثية بدورها وبتدريب من الخبراء الإيرانيين تغلف مصفوفات العبوات الناسفة الخارقة داخل لوح من الفلين، وبعد ذلك تقوم بقولبتها وطلائها حتى تصبح على هيئة وشكل الصخور الموجودة في التضاريس اليمنية.

 

وبحسب تقرير مؤسسة "CAR"  تشمل هذه العبوات واحداً إلى ثلاثة رؤوس حربية، ومفتاحاً يقوم بالتحكم بها وتشغيلها لاسلكياً، حيث يعمل هذا المفتاح على تفجير العبوات الناسفة الخارقة من خلال الأشعة تحت الحمراء السالبة عندما تدخل المركبة حقل جهاز الاستشعار. وهذا هو بالضبط التكوين الذي تستخدمه الشبكات المدعومة من إيران في لبنان والعراق وأفغانستان حسب دراسة استراتيجية نشرها "المركز الديمقراطي العربي".

 

وبحسب المركز فإن "هذا الدليل الظرفي القوي جداً حول النفوذ الإيراني" يقودنا إلى أن لدى طهران سجلاً حافلاً بالتهرب من العقوبات المتعلقة بالأسلحة التي فرضتها الأمم المتحدة على الميليشيا الحوثية.

 

وبالعودة بالذاكرة قليلاً إلى الـ 26 من يناير 2018م  نرى أن فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن وجد أن إيران "لم تتخذ التدابير اللازمة لمنع التوريد المباشر أو غير المباشر للصواريخ البالستية والطائرات من دون طيار أو بيعها أو نقلها" إلى الميليشيا الحوثية.

 

 ما سبق يشير بكل وضوح إلى أن إيران وميليشياتها أو من يعملون بالوكالة عنها يجلبون مكونات متقدمة من العبوات الناسفة لكي تُزرع في الطرق والأودية والجبال وحتى أماكن رعي الماشية في اليمن، كما جلبوا تلك العبوات إلى لبنان والعراق وأفغانستان وهربوها إلى خلايا إرهابية في البحرين والسعودية بحسب التقرير.

 

ولتلك العبوات دور واضح في تأخر تقدم قوات الجيش الوطني اليمني المدعومة من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية حيث تزرع الميليشيا الحوثية تلك العبوات الناسفة الخطيرة في الجبهات التي تنسحب منها من أجل إعاقة تقدم الجيش حتى يتسنى لها ترتيب صفوفها لشن هجمات أو تنفيذ عمليات تسلل إلى مواقع الجيش وقد ظهر ذلك جلياً في باقم وكتاف بمحافظة صعدة وفي جبهات الساحل الغربي باتجاه الحديدة ومثلها في نهم والبيضاء.

 

وتستخدم الميليشيات الحوثية بشكل متزايد العبوات الناسفة المتطورة المضادة للدروع المزروعة على جوانب الطرق والمعروفة بالعبوات الناسفة الخارقة (EFPs)، وهي تكنولوجيا يوفرها النظام الإيراني عن طريق وكيله المسمى بـ «حزب الله» اللبناني.

 

وتتضمن العبوات الناسفة الخارقة التي تم اكتشافها في اليمن حسب تقرير مؤسسة "CAR" مكونات إلكترونية تشير إلى نقطة أصل مشتركة تربط الميليشيا الحوثية، بالمسلحين المدعومين من إيران في البحرين، وسفينة تهريب الأسلحة الإيرانية “جيهان 1″، التي تم اعتراضها قبالة سواحل اليمن في كانون الثاني/يناير 2013 وهي محملة بشحنة ضخمة من متفجرات إيرانية الصنع من طراز “C4 “، وصواريخ أرض-جو إيرانية الصنع، ومكونات العبوات الناسفة الخارقة.