عقد من الزمن بلا صيانة.. الطريق العام (الضالع - دمت - صنعاء) بحاجة ماسة إلى ترميم

مانشيت _ تقرير_ نصر المسعدي:

تعيش الطريق العام الرابط بين الضالع ومدينة دمت وصولاً إلى صنعاء، أوضاعاً متدهورة منذ سنوات، وسط غياب تام لأعمال الصيانة الدورية، رغم إعادة فتحها مؤخراً بعد إغلاق دام أكثر من ست سنوات بسبب الحرب التي تخوضها مليشيات الحوثي على الشعب.

🟢طريق استراتيجي في مهب الإهمال.. 

ويعد هذا الطريق من أهم الشرايين الحيوية التي تربط مناطق الجنوب بالشمال، وتحديدا مناطق الضالع وقعطبة ومريس ودمت بمناطق محافظات إب وذمار صنعاء، ما يجعله من أكثر الطرق استخداما، لا سيما من قبل شاحنات النقل الثقيل ( القاطرات ) التي تنقل البضائع والمواد الغذائية.
غير أن هذا الطريق، وعلى الرغم من أهميته، يعاني من دمار واسع وتدهور خطير في بنيته التحتية، ما يجعله مصدر قلق يومي للسائقين والمسافرين، ويشكل خطرا مستمرا على أرواحهم ومركباتهم.

🟢 أضرار جسيمة وتزايد الحوادث :  

وتعرضت الطريق خلال السنوات الماضية لأضرار جسيمة بفعل مياه الأمطار والسيول، وغياب الصيانة، كما يشير عدد من سائقي المركبات؛ ما أدى إلى انخفاض جوانبها، وانجراف التربة المحاذية لها، حتى باتت حركة السير محصورة في المسار الأسفلتي الضيق فقط، دون إمكانية لتجنيب المركبات في حال وقوع أعطال أو طوارئ.
وقال السائق ناصر عبده، وهو يقود قاطرة نقل كبيرة:
" وضع الطريق سيئ للغاية، واذا تعطلت قاطرة في منتصف الطريق، لا يوجد مكان للتجنيب، ما يؤدي إلى توقف كامل لحركة السير وازدحام خانق."
ويؤكد السائقون أن هذه الحالة تسببت في وقوع العديد من الحوادث المرورية، بعضها أدى إلى انقلاب مركبات، خاصة في المناطق الجبلية والمنعطفات الحادة التي تفتقر إلى أي إشارات تحذيرية أو لوحات إرشادية.

🟢 ثلاث حوادث في يوم واحد..

ويوثق الناشط الإعلامي يحيى المريسي وقوع ثلاث حوادث مرورية متفرقة في يوم واحد بمنطقة نقيل الشيم، أدت إلى أضرار مادية في المركبات دون تسجيل إصابات بشرية. وأكد المريسي أن هذه الحوادث تأتي نتيجة مباشرة لتهالك الطريق، مطالبا وزارة الأشغال العامة والطرق بسرعة التحرك لصيانتها قبل أن تتفاقم الكارثة.

🟢 غياب الصيانة منذ سنوات.

وتشير مصادر محلية إلى أن الطريق كان يخضع سابقا لأعمال صيانة دورية من قبل مصلحة الطرق والجسور، إلا أن هذه الأعمال توقفت منذ انقلاب ميليشيات الحوثي، مما أدى إلى إهمال شبه تام لعدد كبير من الخطوط العامة في المناطق الشمالية والجنوبية.
ورغم قيام الحكومة في فترات سابقة بإصلاح أجزاء من الطريق بين نقيل الربض ومدينة الضالع وقعطبة، إلا أن المسافة الممتدة من نقيل الشيم وحتى زيلة مريس لا تزال على حالها خارج خطة الترميم حتى اليوم، ويزداد سوءًا مع مرور الوقت واشتداد العوامل الطبيعية.

🟢 نقيل الربض : إصلاح جزئي لا يكفي..

لا يختلف حال نقيل الربض كثيرا عن بقية أجزاء الطريق، إذ يعاني هو الآخر من تدهور خطير في بنيته التحتية، لا سيما في أجزائه السفلية ومنتصفه، والتي أصبحت في حالة شبه خارج الجاهزية.
وبحسب ما أفاد به المواطن مثنى سالم، فإن الجزء العلوي من النقيل شهد أعمال ترميم وصيانة مهمة خلال الفترة الماضية، وهي جهود مشكورة، لكنها لا تزال ناقصة وغير كافية ما لم تسارع وزارة الأشغال العامة إلى استكمال العمل في الثلثين المتبقيين من النقيل، قبل أن تتكفل الناقلات الثقيلة والمركبات بالقضاء على ما تبقى منه.
ويحذر المواطنون من أن تجاهل إصلاح الأجزاء المتدهورة سيؤدي إلى خروج كامل للنقيل عن الخدمة، وهو ما قد يتسبب في شلل تام لحركة النقل في هذا الطريق الحيوي، وبالتالي تعطل حركة البضائع والركاب بين الضالع والمناطق المجاورة.

🟢 مطالبات عاجلة بالتحرك .
ويطالب السائقون والناشطون والجهات المجتمعية وزارة الأشغال العامة والسلطات المحلية بالمحافظة بضرورة تقييم الأضرار وتنفيذ أعمال صيانة عاجلة للطريق، بما في ذلك تسوية الجوانب، وردم الحفريات وإعادة تأهيل الإسفلت المتآكل.
إضافة إلى إنشاء مصارف لمياه السيول والمسح الدوري للتربة لتفادي تكرار الأضرار.
كما يدعو المواطنون إلى إعادة تفعيل دور مصلحة الطرق والجسور، وإدراج هذا الطريق ضمن أولويات مشاريع البنية التحتية العاجلة نظرا لحيويته وتأثيره المباشر على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني.

🟢تحركات رسمية قيد المتابعة : 
من جانبه، قال مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظة الضالع، المهندس عبدالرحمن فريد، في تصريحات صحفية على هامش فتح الطريق العام، أن السلطة المحلية في المحافظة، ممثلة بالمحافظ ومكتب الأشغال، تبذل جهودا كبيرة بالتنسيق مع الجهات المعنية لاعتماد وتمويل مشاريع صيانة الطريق العام.
وأشار فريد إلى أن موضوع الطريق وما لحق به من أضرار جراء السيول والانجرافات، سبق وأن تم طرحه في اجتماعات رسمية مع وزير الأشغال العامة، وكذلك مع رئيس مجلس إدارة صيانة الطرق المهندس علي الطب، الذي قام بدوره بزيارة ميدانية إلى مديرية قعطبة، أطلع خلالها على حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطريق نتيجة سيول الأمطار المتكررة.
وأكد فريد أن هذه التحركات أثمرت عن اعتماد مشروع لسفلتة الخط العام في مدينة قعطبة، وصيانة نقيل الشيم، في إطار خطة أولية للاستجابة للطوارئ،، وقد نفذت عملية السفلتة للشارع العام وسيأتي الدور على نقيل الشيم على أن يتم استكمال المتبقي من أعمال الصيانة تباعا حسب الأولوية والاعتمادات المتاحة.

وبين واقع متدهور وتحركات رسمية محدودة، يظل الطريق العام الرابط بين الضالع - دمت - صنعاء في حاجة ماسّة إلى تحرك عاجل وشامل من قبل الحكومة والجهات الداعمة، من أجل حماية أرواح المواطنين، وضمان استمرار الحركة التجارية والتنقل الآمن في هذه المنطقة الحيوية التي تربط بين مناطق الشمال والجنوب.