بين يدي رئاسة جامعة عدن.. فساد مالي وإداري واسع النطاق يهز كلية اللغات والترجمة

كشف تقرير رسمي مفصل عن حجم الفساد الإداري والعلمي والمالي والمحسوبية في كلية اللغات والترجمة بجامعة عدن.
واورد تقرير مرفوع الى رئيس جامعة عدن -حصل موقع (مانشيت) على نسخة منه- حجم الفساد في كلية اللغات والترجمة ، وتفاصيل صادمة حول الفساد المالي والإداري الذي يُمارس داخل الكلية تحت إشراف عميدها الدكتور جمال الجعدني، الذي يشغل المنصب منذ أكثر من 14 عاماً، وهي أطول فترة لعميد كلية في تاريخ الجامعات في العالم. التقرير، الذي تم إرساله إلى رئيس جامعة عدن الدكتور الخضر لصور والى نواب رئيس الجامعة ووزارة التعليم العالي والمجلس الانتقالي الجنوبي، يسلط الضوء على ممارسات فاسدة واسعة النطاق، تتراوح بين تعيين الأقارب والفساد المالي واسع النطاق والفساد الاداري ،اضافة الى ممارسة التحرش وسرقة المال العام وتدمير العملية التعليمية.
*تعيين الأقارب وإهمال الكفاءات:*
أشار التقرير إلى أن الدكتور الجعدني قام بتعيين أفراد من عائلته في مناصب أكاديمية داخل الكلية، رغم أنهم خريجون من كليات أخرى ومستواهم التعليمي متدنٍ. على سبيل المثال، تم تعيين ابنه محمد جمال كمعيد في الكلية، رغم أنه حاصل على تقدير "جيد" في البكالوريوس، وهو ما يخالف اللوائح الجامعية التي تشترط تعيين الأوائل من الخريجين. وقام بتعيين بنته فاطمة جمال كمعيده في الكلية رغم تدنِ مستواها التعليمي وهي خريجة دراسات اسلامية بتقدير جيد وتم تعيينها عنده في كلية اللغات كمدرس كما أن الجعدني يرفض تعيين الأوائل من الخريجين كمعيدين، ويقوم بدلاً من ذلك بتعيين أشخاص حاصلين على تقديرات "جيد" و"مقبول"، مما يؤثر سلباً على جودة العملية التعليمية.
*الفسادة الأخلاقي لعميد الكلية :*
كشف التقرير عن أن عميد الكلية جمال الجعدني اضافة الى فساده المالي والاداري يمارس فساداً اخلاقياً يمس الشرف للموظفات والمدرسات في الكلية حيث الكثير منهن غادرن الكلية الى بيوتهن خوفاً على شرفهن وسمعتهن وتركن الوظائف للعميد وابناءه.
*طرد الاكفاء من الدكاترة وتعيين غير الأكفاء في مناصب حساسة:*
أشار التقرير إلى أن الجعدني قام بتعيين نائب عميد لشؤون الدراسات العليا وهو خريج لغة عربية ولا يجيد اللغة الإنجليزية، مما يثير تساؤلات حول قدرته على الإشراف على طلاب الدراسات العليا في الترجمة. كما أن الجعدني يتعمد اختيار الأشخاص الضعاف وتعيينهم كمدرسين ودكاترة في الكلية، مما يسهل عليه تمرير صفقات الفساد وتدمير العملية التعليمية.
وأشار التقرير إلى أن الجعدني يستخدم منصبه لمحاربة أي شخص يعترض على قراراته، حيث تم طرد العديد من الدكاترة والمدرسين الذين حاولوا الاعتراض على ممارساته الفاسدة. ومن بين هؤلاء، الدكتور مختار القشبري نفسه، الذي تمت إقالته من منصبه وهو الان مفرغ في البيت، بالإضافة إلى طرد العديد من زملائه المدرسين وتحويل الآخرين إلى جامعة أبين وكليات أخرى في جامعة عدن.
*نظام دكتاتوري داخل الكلية:*
وفقاً للتقرير، فإن الجعدني يفرض نظاماً دكتاتورياً داخل الكلية، حيث لا يستطيع أي دكتور أو مدرس أو موظف الاعتراض على أي قرار يصدر عنه. وأشار التقرير إلى أن الجعدني يعتبر نفسه "الأول والأخير" في الكلية، وأنه محمي من قبل رئيس الجامعة، مما جعله يتحكم في كل صغيرة وكبيرة داخل الكلية دون أي محاسبة.
*نهب المال العام:*
كشف التقرير عن قيام الجعدني بسرقة إيرادات الكلية التي تقدر بمئات الملايين من الريالات اليمنية، حيث قام ببناء عمارات وفلل ومحلات تجارية أصبحت مصدر ثراء له، في حين يعاني زملاؤه من الدكاترة من الفقر بسبب انهيار قيمة الريال اليمني. وأشار التقرير إلى أن الجعدني يستغل منصبه لتسخير جميع الإمكانيات المالية للكلية لصالحه الشخصي، بالتعاون مع رئيس الجامعة.
*فساد وجباية رفع الرسوم دون وجه حق ومصادرة الايرادات بسندات وهمية :*
أشار التقرير إلى أن الجعدني يرفع رسوم الدراسة في برامج البكالوريوس والماجستير دون الرجوع إلى قرارات الجامعة، مما يجعله يزيد في فسادة وفتح شهيته لزيادة ثروته كونه لا يوجد عليه رقيب ولا حسيب. كما أنه يلزم الطلاب الحاملين للجنسية اليمنية والذين حصلوا على شهاداتهم من خارج اليمن بدفع رسوم مضاعفة، بحجة أن أهاليهم "مبسوطين ولديهم فلوس ويقوم بمصادرة رسوم تسجيل طلاب برنامج الكفاءة باللغة الانجليزية لصالحه الشخصي ورسوم الطلاب الذين يفشلون في اجتياز امتحانات الدور الاول ورسوم بطائق الطلاب لصالحه الشخصي.
يقوم العميد بتزوير سندات استلام رسوم الطلاب حيث يقوم باعتماد سندات اخرى واخفاء بعضها والتلاعب بتسلس السندات لكي يغطي على فسادة
كما ذكر التقرير أن العميد يجبر مسؤول المشتروات في الكلية من شراء جميع متطلبات الكلية من المواد القرطاسية والمكتبية والاجهزة من المحلات الخاصة بابنه محمد جمال
كما ذكر التقرير أن العميد يقوم بعمل اخلاءات مالية مزورة فواتير وسندات استلام ومستحقات مزورة لكي يتمكن من سرقة ايرادات الكلية ونهبها بطريقة رسمية مستخدماً بذلك الاشخاص الذي قام بتعيينهم في الجانب الاداري والمالي
*إهمال الكوادر الأكاديمية:*
أشار التقرير إلى أن الجعدني يتعمد تهميش الكوادر الأكاديمية التي تحمل درجة الدكتوراه، حيث يتم تعيين حاملي البكالوريوس والماجستير في مناصب قيادية بدلاً من الدكاترة المؤهلين. كما أن الجعدني يعتمد على حاملي البكالوريوس للتدريس،وتقديراتهم متدنية جيد ومقبول مما يؤثر سلباً على جودة التعليم في الكلية.
*رفع القضية الى النيابة :*
بعد رفع هذا التقرير الى رئيس الجامعة من قبل الدكتور مختار القشبري وزملاؤه من أعضاء هيئة التدريس ولم يتم التعاطي مع القضية بشكل ايجابي من قبل رئيس الجامعة ولم يقوم بعمل اية حلول للمشكلة بل قام بالدفاع عن عميد الكلية.
مما اضطر الدكتور القشبري وزملائه من رفع القضية إلى النيابة، وقد كانوا قريبين من الحصول على حكم لصالحهم، إلا أن تدخل رئيس الجامعة أدى إلى إيقاف القضية وتهديد القشبري، الذي تمت إقالته من منصبه وإبعاده عن العمل وهو الان مقعد في البيت مفرغ من عمله . كما تم طرد العديد من الدكاترة والمدرسين من الكلية وتحويلهم إلى جامعة أبين وكليات أخرى في جامعة عدن، بينما توقف بعضهم عن العمل تماماً.
*ختاماً:*
هذه القضية ليست مجرد قضية فساد إداري ومالي، بل هي قضية تمس مستقبل التعليم في جامعة عدن ، وتستدعي تحركاً سريعاً من قبل الجهات الرقابية والقضائية لإنصاف الضحايا واستعادة هيبة الجامعة العريقة.