في ظل صمت أممي مخزٍ ... الألغام الحوثية تستمر في حصد أرواح اليمنيين
منذ مطلع الشهر الجاري، وثق المرصد اليمني للألغام عشرين ضحية من المدنيين نصفهم من الأطفال، بانفجارات ألغام ومقذوفات أودت بحياة 5 مدنيين، بينهم 3 أطفال فيما أصيب 15 آخرون، 6 منهم أطفال.
وتتصدر محافظة الحديدة قائمة أكثر المحافظات تضررا من الألغام، تليها محافظة الجوف.
وكانت وزارة حقوق الإنسان قالت في بيان لها، الخميس، إنه على الرغم من انتزاع نصف مليون لغم -خلال السنوات الماضية- عبر جهود الحكومة ومشروع مسام التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة، إلا أنه من المتوقع وجود قرابة مليوني لغم، تتعمد مليشيا الحوثي عدم تسليم أي خرائط لها.
- آلاف الضحايا
يقول مسؤول الإعلام في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، يوسف الغليسي: "إن مليشيا الحوثي تعمدت زراعة الألغام في كل مكان، سواء في الطرق الفرعية أو في مزارع المواطنين".
وأوضح أن "بعض المناطق تنفجر فيها الألغام بالمواطنين بعد 5 سنوات من تحريرها، وجميع ضحاياها من المدنيين المزارعين والطلاب والأطفال".
وأضاف: "هناك مناطق تحررت قريبا، ونسمع يوميا عن سقوط الكثير من الضحايا، لا سيما المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة (التحيتا والدريهمي) وغيرها من المناطق، ومعظم الإصابات تتركز في الأجزاء السفلية للأشخاص الضحايا".
وأفاد بأن أكثر من 2500 ضحية في الساحل الغربي جراء الألغام المتنوعة، سواء الألغام الفردية أو المضادة للمدرعات أو المتفجرات المتنوعة، واستخدمت مليشيا الحوثي أساليب وطرقا مختلفة للإيقاع بالمدنيين المسالمين".
وأشار إلى أنه "منذ بداية تحرير الخوخة، مطلع العام 2018، تقوم الكثير من المنظمات - كاليونيسف وغيرها- بعمل حملات توعية في القرى والمدارس وللمزارعين، وفي أماكن النزوح، كل 6 أشهر أو 8 أشهر، بالتعاون مع السلطة المحلية بالمحافظة، لكن ومع ذلك مليشيا الحوثي تقوم بزراعة الألغام والعبوات بطرق وابتكارات جديدة أدت إلى مضاعفة أعداد الضحايا".
- رصد وتوثيق
من جهته، يقول مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة، فهمي الزبيري: "إن هناك عمليات رصد وتوثيق لهذه الانتهاكات والجرائم، خصوصا جرائم الألغام التي تحصد كل يوم أرواح المدنيين والأبرياء والأطفال والنساء".
وأضاف: "ما تزال الألغام، التي زرعتها مليشيا الحوثي، تحصد كل يوم العشرات من الأبرياء، وربما قد تنتهي هذه الحرب وستظل الألغام خطرا يهدد حياة الناس في الطرقات والمدارس والمزارع والأماكن العامة لسنوات قادمة، والأدهى من ذلك أن هناك ليس فقط صمت من قِبل المجتمع الدولي، وإنما هناك بعض المنظمات الدولية تدعم هذه المليشيات بسيارات حديثة وأموال تحت مزاعم نزع الألغام".
وتابع: "نستطيع القول إن المواقف الأممية تجاه هذه الجرائم، ميتة -للأسف الشديد-، في ظل استمرار هذه الجرائم بشكل يومي في الحديدة وفي الجوف، وفي أطراف مأرب وفي الضالع، وفي كل المناطق التي دخلتها مليشيا الحوثي".
وأشار إلى أن "عملية الرصد والتوثيق يتم الرفع بها إلى الجهات المعنية والوزارة والمنظمات الدولية، كما أنه يتم معالجة هؤلاء الضحايا لكن ليس بالمستوى المطلوب".
وطالب بأن يكون "هناك تواجد فعلي للمنظمات الدولية لمواجهة هذه الكوارث، التي تحصد الآلاف ممن تشوَّهت أطرافهم وبترت، ويحتاجون إلى أطراف صناعية، لأن الحاجة تفوق إمكانية ما تقدمه الحكومة".