أكتوبر.. الثورة والصحيفة
اكتمال 51 عاماً منذ إصدار العدد الأول لصحيفة «14 أكتوبر» هو مناسبة مهمة وتستحق التوقف عندها والكتابة لها، هذه السنوات التي ظلت صحيفة «14 أكتوبر» شاهدها وصوتها البارز تعد من أهم مراحل وفترات التحول الوطني في بلادنا.
وإذ تستوقفنا اليوم هذه الذكرى، فإن من المهم القول إنه لولا قيام ثورة أكتوبر ما كانت هذه الصحيفة، بل نجزم أنه لولا قيام الثورة اليمنية ما كان للبلاد أن تشهد وجود صحافة ولا وسائل إعلام ولا تعددية سياسية ولا تعليم ولا تنمية ولا صحة ولا شيء مما ينعم به العالم المحترم من تقدم، كل الإنجازات والمكاسب التي تحققت لشعبنا اليمني في الجنوب والشمال كانت مرتبطة بمكسب الثورة وإنجازها الكبير المتمثل في مفهوم اختيار الشعب لحكامه وحريته في تقرير مصيره وتحديد خياراته.
نعيش اليوم مرحلةً جديدةً من مراحل النضال الوطني ضد الإمامة والأطماع الفارسية، ويقف إلى جوارنا في معركتنا الخالدة أشقاؤنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهي حلقة مرتبطة بالنضالات والبطولات التي أنجزها الآباء الأباة.
وفي هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة اليمنية والمنطقة العربية عادت عدن من جديد أكثر ألقاً وإشراقاً في حماية الهوية اليمنية والعربية تواجه المخاطر المحدقة وتتغلب عليها بإذن الله، بفضل مقوماتها التاريخية والطبيعية ووعي وبسالة أهلها وعراقة مؤسساتها التي تعد صحيفة 14 أكتوبر واحدة منها.
وأجد الصحيفة نافذةً مهمة لأدعو من خلالها جميع اليمنيين إلى الابتعاد عن المناكفات وتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم ضد المد الحوثي الإيراني.
نسجل تقديرنا لصمود ومثابرة هذه الصحيفة الغراء التي تغلبت على العوائق والتحديات، وتمكنت وحيدة دون كل الصحف اليمنية من البقاء والانتظام، ونجحت في أن تكون الصحيفة الرسمية الأولى التي عاشت وساهمت في فصول ملحمةِ نضالٍ خالدةٍ يسطرها اليمنيون بقيادة فخامة الرئيس القائد المشير الركن/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وستستمر بإذن الله ظافرة حتى استعادة البلاد وتحقيق استقرارها وبناء جمهوريتها الاتحادية القوية الشامخة.
نثمن عالياً الدور الوطني الذي تقوم به صحيفة 14 أكتوبر وكل مؤسسات الاعلام الرسمية وغير الرسمية، وأهنئ قيادتها وكل العاملين فيها بهذه المناسبة من تاريخ المؤسسة، وأحث الجميع على المزيد من الجهود والعمل النوعي الذي يستوعب كل القدرات، ومن أهم الخطوات استعادة ما تبقى من مؤسسات إعلامية مختطفة لدى عصابات الانقلاب.