السعودية مركز الثقل العربي
لا ريب في أن المملكة العربية السعودية أصبحت اليوم مركز الثقل العربي وصمام الأمان للوجود العربي في عصر تكالبت فيه التهديدات والأخطار التي تهدد الوجود العربي.
ومما يزيد الطين بلة أن بعض الأخطار داخلية وليست فقط خارجية فهناك دول عربية مثل قطر ومنظمات تهدد الوجود العربي بتحالفها مع إسرائيل لتمرير مشروعاتها مثل «صفقة القرن» التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية، وإيجاد كيان منزوع منه السلاح للفلسطينيين يطلق عليه «دولة فلسطين» وهذا جزء من مشروع الشرق الأوسط الذي دعت إليه هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق، ويشمل غزة وجزءا من سيناء، وهو مشروع قديم لإقامة دولة للفلسطينيين.
وبناء على ما سبق نتساءل هنا عن حقيقة للعلاقة المتميزة بين قطر ومنظمة حماس الفلسطينية التي هي في أساسها لو تعمقنا فيها نجد أنها تهديد للأمن العربي، حيث بدأت هذه العلاقة المشبوهة منذ 2010 مع حماس، وما الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس إلا بتنسيق مع النظام القطري وخطوة لقيام صفقة القرن ويحاول هذا النظام وبكل الطرق والسياسات وبالمال إضعاف الموقفين السعودي والمصري، وخاصة الدور المصري الذي تقوم به مصر للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتسعى قطر من خلال هذا الدور إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، فهي من ناحية تضع العراقيل أمام المشروع المصري، ومن ناحية أخرى تعمق الخلاف بين الفصائل الفلسطينية.
إن مشكلة النظام القطري أنه يريد أن يلعب دوراً أكبر من حجمه، فهو قد نجح بالمال في استضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم وكذلك أوجد على أرضه أكبر قاعدة أميركية في منطقة السلية، وقطر تنظر إلى نفسها بأكثر من حجمها فهي تريد أن تستقطب قضايا العرب الدولية وخاصة القضية الفلسطينية، ولذا سارع هذا النظام في القيام بدور الشريك في مشروع صفقة القرن وما قيام قطر بدفع الرواتب لموظفي غزة إلا خطوة لتحقيق أهداف أبعد منها، وخاصة بعد النجاح الذي حققته المملكة العربية السعودية في اليمن في إطلاق حرب من نوع جديد يتخذ مسارين لتحرير اليمن لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر؛ حيث بجانب الدور العسكري هناك دور آخر تقوم به وهو الدور الإنساني الذي يسير متوازياً مع الدور العسكري، إذ قدّرت منظمة «يونيسيف» مساهمات المملكة العربية السعودية، ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تقديم مساعدتها الطارئة واستجابتها للمتطلبات الكبيرة من حاجات الأطفال المتأثرين بالأزمة في اليمن، موضحة في بيان لها في موقعها الإلكتروني أن المملكة العربية السعودية من المساهمين الذين يقدمون المساعدات السخية في عمليات «يونيسيف» الطارئة والإنسانية في اليمن، وأن المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذت برامج لبّت مجموعة واسعة من الحاجات الإنسانية العاجلة للأطفال، في المجتمعات النازحة وفي المناطق المتضررة.
أما عاصفة الحزم، التي مثلت الدور العسكري للسعودية وقوات التحالف في اليمن فكان لا بد منها، وهي ترى أن الوجود الحوثي وصل إلى عدن وأصبح يهدد ليس الأمن الوطني السعودي، إنما يهدد المنطقة كلها، فكان لا بد من القيام بعمل عسكري لوقف التمدد الحوثي الذي تدعمه إيران، ولو قدر أن تمت السيطرة على عدن لأصبحت الممرات البحرية مثل مضيق هرمز وباب المندب في خطر، ولتمكنت إيران من إكمال مشروعها، وفي إطار تركيز إيران على منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، ولذا عُدّ اليمن من أهمّ نقاط الاهتمام الرئيسية بالنسبة إلى إيران، التي من شأنها أن تساعدها في تعزيز مكانتها في الإقليم، وتدعيم موقفها سواء في مواجهة الأطراف الإقليمية الأخرى، أو في مواجهة بعض القوى الدولية، وخصوصا الولايات المتحدة.
لذلك كان لزاماً على المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربي القيام بعمل عسكري استباقي حتى لا يصل الوجود الحوثي والخطر الإيراني للمنطقة، ولذا كانت الحرب مفروضة على السعودية ودول التحالف العربي ولم يكونوا هم الراغبين فيها؛ ولذا جاءت عاصفة الحزم دفاعاً عن الأمن الوطني الخليجي والعربي وكل ما يهدد العرب.