صحيفة ... الإمارات تهمّش دور العليمي وتبرز الزبيدي كرجل أول في المشهد السياسي اليمني

مانشيت - متابعات :

شهدت الساحة السياسية اليمنية تراجعاً ملحوظاً لدور رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، وبروز عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي كشخصية أولى في المشهد السياسي والقيادي في اليمن، بتدبير وضغط من قبل دولة الإمارات في اليمن عبر أدواتها في الداخل والخارج، والذي أفضى إلى تغييب مقصود لدور الرئيس العليمي وتقييد حريته في ممارسة نشاطه الرئاسي.

وقال مصدر سياسي رفيع لـ”القدس العربي” فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن أبو ظبي تلعب دوراً كبيراً باتجاه “تهميش مقصود لدور الرئيس العليمي في مجلس القيادة الرئاسي وإبراز عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي كرجل أول في المشهد السياسي اليمني”.

وأوضح أن الرئيس العليمي تعرض لحصار سياسي كبير، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية عند إقامته في قصر معاشيق في محافظة عدن خلال الشهور الماضية منذ تشكيل المجلس الرئاسي، مطلع نيسان/أبريل الماضي، ومنعه من التواصل مع العالم الخارجي إلا في نطاق محدود جداً.

وأكد أن العليمي أصبح لا يستطيع اتخاذ أي خطوة أو إصدار أي قرار إلا بعد موافقة القائد الإماراتي، الذي أصبح هو الحاكم الفعلي للبلد، بينما تراجع دور الرئيس العليمي إلى أن أصبح شبيهاً بدور “الكومبارس”، وهو ما أزعج العليمي كثيراً ودفعه إلى مغادرة عدن، الإثنين الماضي، إلى أبو ظبي للاستنجاد بقيادتها من هذا الوضع غير المقبول الذي وصل إليه، والذين لم يعيروه اهتمامهم ولم يستقبلوه بشكل يليق بمقامه كرئيس دولة.

ووصل الأمر إلى أن تم منع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) النسخة الحكومية، من نشر أخبار سفر العليمي إلى دولة الإمارات في البداية، وهو ما اضطره إلى نشر أخباره في حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بصياغة ركيكة وغير محترفة، والتي وصفت زيارته لدولة الإمارات بـ”غير الرسمية” لتفادي الإهانات السياسية التي تعرض لها هناك جراء ذلك، والتي أثارت ردود فعل غير مسبوقة لدى الوسط السياسي اليمني واضطر معها العليمي إلى حذف تغريداته المتعلقة بخبر زيارته لدولة الإمارات بعد إجراء أكثر من 10 تعديلات على صياغتها، نظراً لما قوبلت به من كم هائل من الانتقادات وردود الأفعال الغاضبة من الوضع الذي وصل إليه رئيس الدولة في البلاد.

وفي وقت لاحق، نشرت الوكالة خبراً مقتضباً لهذه الزيارة دون نشرها أي صور لاستقباله، ووصفتها بأنها “زيارة خاصة” وأيضاً “زيارة عمل غير رسمية”، قالت فيها: “ومن المتوقع أن يجري رئيس مجلس القيادة الرئاسي على هامش زيارته الخاصة، لقاءات مع المسؤولين الإماراتيين حول سبل تعزيز هذه العلاقات والدفع بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات”.

وفي الوقت الذي نشرت فيه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أمس، ثلاثة أخبار رئيسية لعضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، في واجهة موقعها الإخباري، لم تنشر أي خبر للرئيس العليمي، وأصبح الزبيدي هو المتصدر للمشهد السياسي اليمني الحكومي، بإيعاز من أدوات الإمارات في الداخل والخارج.

وكان الظهور الرسمي للعليمي في عدن، في اجتماعه بقيادة وبعض أعضاء مجلس النواب (البرلمان) الأسبوع الماضي، كشف عن الوضع الصعب الذي يعيش في ظله العليمي في عدن، والدور البارز الذي يقوم به الزبيدي في إدارة الأمور بمجلس القيادة الرئاسي، حيث ظل العليمي يكرر في حديثه اسم الزبيدي عدة مرات مع كل فقرة تتحدث عن المهام والمنجزات التي قام بها المجلس، بشكل أثارت سخرية نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، ودفعت بهم إلى إعادة مونتاج كلمته وتكرار ذكر اسم الزبيدي فيها بشكل ساخر.

وبدت القرارات والمواقف الأخيرة للرئيس العليمي بشأن المواجهات المسلحة في محافظة شبوة بين القوات الحكومية الشرعية والقوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وتداعياتها التي أفضت إلى إقالة المسؤولين العسكريين والأمنيين الحكوميين واستبدالهم بمسؤولين انفصاليين موالين لدولة الإمارات في قيادة المؤسسات الأمنية والعسكرية بمحافظة شبوة، والذي أثار استهجاناً كبيراً في الوسط السياسي اليمني، وخاصة بعد قيام القوات الانفصالية بنشر صور لها وهي تدوس بأقدامها العلم اليمني وكأنها قوات غازية من دولة أخرى.

وواجه العليمي ومجلس القيادة الرئاسي خلال الأسبوعين الماضيين، انتقادات حادة وتعريضات غير مسبوقة، تجاوزت في حدّيتها كل الانتقادات التي واجهها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي خلال العشر السنوات من مكوثه في سدة الحكم.

وأوضحت بعض المصادر أن القرارات التي اتخذها الرئيس العليمي بشأن الأحداث في شبوة جاءت تحت ضغوط إماراتية، لإحراق سمعته وتدمير مستقبله السياسي، وأن الحملة المجنونة الموجهة ضده مؤخراً جاءت لخدمة الهدف الإماراتي، الذي يهدف إلى تصدير الزبيدي إلى المشهد السياسي من أجل استكمال إجراءات “شرعنة” مشروع انفصال الجنوب عن الشمال، مع قرب النهاية المتوقعة للحرب في اليمن.