العقوبات الأمريكية علي طهران تبدد مخططات إيران في تمويل المليشيات المسلحة

مانشيت ـ صحف :
يدين العديد من المليشيات في الشرق الأوسط بالولاء لإيران ماليًا وعقائديًا، وتعمل طهران من خلال هذه الجماعات المسلحة على تعزيز نفوذها الإقليمي، لكن الأزمة المالية الإيرانية التي تفاقمت مع عودة العقوبات الأمريكية بدأت تقوّض تمويل المليشيات، قبل فترة وجيزة تحدثت صحفة نيويورك تايمز عن خفض رواتب المسلحين في المليشيات المدعومة من طهران في سوريا، وقالت الصحيفة إن مشاريع كثيرة توقفت كانت قد وعدت إيران بتنفيذها لدعم الاقتصاد السوري المتعثر، والتأثير امتد أيضًا إلى مسلحي حزب الله اللبناني، ففقد الكثير منهم رواتبهم وخسروا امتيازاتهم الإضافية، ويتحدث موظفون لدى مليشيا حزب الله علنًا عن تقلص الدعم المالي. 
وبحسب تقارير صحفية تفيد بعض المصادر باتخاذ مليشيا الحزب إجراءات تقشفيه في سوريا من خلال الاستغناء عمن تصفهم بالمتطوعين في صفوفها هناك، واعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أحد خطبه بأن معاشات الحزب وسلاحه وصواريخه من إيران، وقال نصر الله إنه طالما هناك أموال في طهران فالحزب لديه أموال، ووفق هذه المعادلة بدأت مسارب الأموال تجف.
وعلى صعيد متصل فالمليشيات الطائفية في العراق المدعومة من إيران ليست أفضل حالاً وبدأت بدورها ترزح تحت ضغوطات مالية هائلة مع تراجع قدراتها على التمويل، ووفق مصادر عراقية تشهد هذه المليشيات حالة انشقاق كبيرة بين صفوفها.
وبحسب التقارير فإن الدرس الإيراني من العقوبات الأمريكية ربما يحمل رسائل لتنظيم الإخوان الإرهابي، ففي حال أدرجت واشنطن الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية سيصبح التنظيم هدفًا للعقوبات والقيود الأمريكية المالية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي سيشكل القرار في حال اتخاذه ضربة موجعة لتنظيم الإخوان وللجماعات الإرهابية وللمؤسسات التابعة له.
وفي هذا الإطار يرى المراقبون أن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابي يواجه حاليًا خطرًا كبيراً على المستوى الدولي، قد يفقده الدعم المالي والسياسي الذي تقدمه إليه بعض الدول الراعية له بشكل عام وإيران على وجه التحديد.
وقال طارق أبو السعد، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إن جماعة الإخوان الإرهابية ستواجه عدة أزمات متتالية خارجياً، ستؤدي إلى تجفيف منابرها الإعلامية، وستقلص من نفوذها وستحد من تحركاتها خارجياً، مضيفاً أن مصر نجحت خلال الفترة الأخيرة في إقناع العديد من الدول بخطورة التنظيم، وكشفت بالوثائق والأدلة انخراط عناصره في الأعمال الإرهابية، التي تشهدها المنطقة والعالم.
وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية ومستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن العديد من الدول الأوروبية والغربية ستصنف الإخوان تنظيماً إرهابياً خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى تصريحات الإدارة الأمريكية مؤخراً بشأن تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي.
وأكدت داليا زيادة، رئيسة المركز المصري للدراسات الديمقراطية، أن الحملة الشعبية لإدراج تنظيم الإخوان كجماعة إرهابية التي أطلقها المركز، بالتعاون مع عدد من المنظمات الحقوقية الدولية، قد تؤتي ثمارها قريباً، لاسيما بعد تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن إمكانية إدراج الجماعة كتنظيم إرهابي، وهو ما يعد خطوة ستقضي على التنظيم وتصعد من أزماته، ففي حال إدراج الجماعة ستضطر الدول الداعمة للتنظيم إلى وقف دعمها.