أرامكو السعودية تعمق التعاون الاستثماري في الصين متفائلةً ببيئة أعمالها
أعربت
شركة أرامكو السعودية عن تفاؤلها ببيئة الأعمال وآفاق الاقتصاد في الصين، مضيفة أن
العلاقة التعاونية بين الجانبين لا تقتصر على الشراء والبيع فحسب، بل تمتد إلى تعميق
الاستثمار أيضا.
وقالت
أرامكو السعودية إنها توفر النفط الخام للصين بصورة مستقرة وموثوق بها على مدى سنوات،
حيث تعد السعودية ثاني أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين، مؤكدة أنها مستعدة لمواصلة
ذلك لسنوات عديدة أخرى.
وحقق
التعاون الاستثماري بين أرامكو السعودية والصين إنجازات ملحوظة، تمثل أحدثها في تأسيس
شركة هواجين أرامكو المحدودة للبتروكيماويات، الشركة الصينية السعودية المشتركة الواقعة
في مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين، بإجمالي استثمار يبلغ 71.2 مليار يوان (حوالي
10.6 مليار دولار أمريكي).
وجاءت
الاتفاقية بشأن إنشاء الشركة المشتركة المذكورة من ضمن 35 اتفاقية تم التوصل إليها
خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود للصين في فبراير الماضي،
حيث تزيد قيمتها عن 28 مليار دولار أمريكي وتشمل مجالات صناعة البتروكيماويات والطاقة
والاتصالات والبنية التحتية والتمويل والتكنولوجيا المتقدمة.
كما
وقعت أرامكو السعودية ثلاث مذكرات تفاهم قبل نحو شهر بغرض توسيع أعمالها في مقاطعة
تشجيانغ وزيادة استثمارها في مشاريع متعددة مثل تكرير البترول والبتروكيماويات لشركة
تشجيانغ المحدودة للبتروكيماويات بالمقاطعة.
بالإضافة
إلى ذلك، كشفت أرامكو السعودية عن خطتها لتأسيس منظومة تجارية في مجال التجزئة، فضلا
عن تأسيس شركة تسويق مشتركة بين ثلاثة أطراف هي أرامكو السعودية و هواجين الشمالية
ومجموعة لياونينغ المحدودة لإنشاءات النقل الاستثمارية بحلول نهاية العام الجاري، من
أجل تطوير شبكة من محطات التجزئة الرئيسية في السوق المستهدفة.
وأشار
الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر إلى أن هذه المشروعات تأتي في إطار
الترابط العميق بين مبادرة الحزام والطريق و"رؤية 2030" السعودية، وتعكس
توافق إحداهما مع الأخرى.
وأوضح
الناصر أن السعودية والصين شريكان استراتيجيان طبيعيان ومفضلان لبعضهما البعض، إذ أن
لديهما العديد من المصالح المشتركة.
وفي
هذا السياق، مضت العلاقات الصينية السعودية بخطى سريعة ارتكازا على الثقة المتبادلة
والمنفعة المشتركة، نحو تدعيم التعاون في مختلف المجالات القائمة وتكثيف العمل المشترك
في قطاعات جديدة تحمل إمكانات كبيرة لتعاون واعد مستقبلا.
وسلطت
التبادلات السياسية الوثيقة بين الجانبين في السنوات الأخيرة الضوء على سعيهما للانطلاق
قدما على طريق الشراكة الإستراتيجية الشاملة، حيث أن الصين من أكبر الشركاء التجاريين
للسعودية، في حين تعد السعودية أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا.
وأكد
الناصر أن كل العوامل المذكورة أعلاه لعبت دورا مهما لا غنى عنه في تعميق التعاون الاستثماري
بين أرامكو السعودية والشركات الصينية.
وأشاد
الناصر بجهود الحكومة الصينية المبذولة من أجل حل جميع المشاكل والصعوبات التي تواجه
المشروعات، بما فيها إنشاء شركة هواجين أرامكو المحدودة للبتروكيماويات بمدينة بانجين
في مقاطعة لياونينغ.
وقال
وانغ تشيانغ، نائب مدير لجنة بانجين للتنمية والإصلاح، إن المدينة سارعت لتوفير 14
كيلومترا مربعا من الأراضي وبناء ميناء بقدرة 300 ألف طن للنفط الخام، في محاولة لدفع
تأسيس الشركة الصينية السعودية المشتركة.
كما
عزت أرامكو السعودية الإنجازات المحققة في التعاون الاستثماري مع الصين إلى تحسن بيئة
الأعمال الصينية بشكل كبير في السنوات الماضية بفضل الإصلاح الحكومي.
وأظهر
تقرير مجموعة البنك الدولي أن الصين تقدمت إلى المرتبة الـ46 عالميا من حيث سهولة ممارسة
الأعمال التجارية، ارتفاعا من المركز الـ78 عام 2017.
وتعهدت
الحكومة الصينية في مؤتمر صحفي عقب اختتام الدورة التشريعية السنوية للبلاد بمواصلة
زيادة تحسين بيئة الأعمال عن طريق تخفيض الضرائب والرسوم إلى جانب التنظيم الإداري
والمراقبة الموضوعية، تزامنا مع دفع الإصلاح والانفتاح نحو مزيد من العمق والاتساع.
وفي
نفس الوقت، أقر مجلس الدولة الصيني قانون الاستثمار الأجنبي الذي سيدخل حيز التنفيذ
في أول يناير عام 2020، وذلك بهدف تحسين الشفافية والفعالية المتعلقة بسياسات الاستثمار
الأجنبي، وضمان حماية الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب.
وانطلاقا
من كل هذه المنجزات سالفة الذكر، شدد الناصر على أن الصين أصبحت محور رؤية الأعمال
طويلة الأجل لشركة أرامكو السعودية، معربا عن رغبته القوية في اكتشاف أعمال وفرص جديدة
للتعاون الاستثماري في الصين.