رسائل "الائتلاف": "جنوب" سوى "الانتقالي" لا يهدد مصالح السعودية والعالم (تحليل )

مانشيت - خاص:

أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاول للائتلاف الوطني الجنوبي الذي كان مقرراً عقده في العاصمة المصرية القاهرة في الفترة من 6-7 مارس 2019 ، عن تأجيل إنعقاده لأسباب وصفتها بال "إجرائية" و خارجة عن الإرادة حتى إشعار آخر ستعلن عنه اللجنة التحضيرية ، وسيتم فيه تحديد زمان ومكان الانعقاد" بحسب البيان الصادر عنها مساء الخميس.

ويضم الائتلاف الجنوبي المنتظر( 14 ) مكونا سياسيا من الحراك الجنوبي المنادي بحل قضية الجنوب.

ومن أبرز القيادات الجنوبية الداعمة له وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للحراك علي الغريب، ورئيس مؤتمر شعب الجنوب محمد علي أحمد، ورجل الأعمال المعروف أحمد العيسي.

وكانت مصادر أكدت بأن السلطات المصرية رفضت التصريح لانعقاد للمؤتمر بعد ضغوط مارستها أبوظبي التي تدعم فصيل جنوبي مناوئ وهو المجلس الانتقالي.

وبغض النظر عن الأسباب التي منعت الائتلاف الجنوبي من عقد مؤتمره التأسيسي إلا أن الرسالة التي أراد القائمون عليه إرسالها للمجتمع الدولي قد وصلت وبشكل واضح، وهي أن المجلس الانتقالي ليس الفصيل الوحيد الموجود في جنوب اليمن وبالتالي لايحق له احتكار الحديث باسم الجنوب في مفاوضات مستقبلية.

و أن الجنوب متنوع وهناك اصوات كثيرة مخالفة للمشروع الانفصالي، والانتقالي يستمد شرعيته من دولة اقليمية فقط.
والائتلاف الجنوبي هو مكون سياسي جنوبي يتبنى رؤية الشرعية ويدعمها فيما يخص مستقبل الجنوب.

ولذلك فمجرد عدم اقامة المؤتمر التأسيسي في موعده لا يعني عدم تمثيل ذلك الائتلاف لتيار عريض داخل الجنوب لا يوافق على اطروحات المجلس الانتقالي و ويعارض توجهاته السياسية جملة وتفصيلا.

ذلك الانطباع حول الخارطة السياسية في الجنوب كان قد عبر عنه السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون الذي أكد دعم بلاده للرؤية السعودية لمستقبل اليمن بلدا موحدا وخاليا من التواجد الايراني.
مستدركا: وذلك لسبب بسيط وعملي جداً وهو أن غير هذا الحل يعني صراعات أكبر أراها بأم عيني في كل جلسة واجتماع مع جماعات جنوبية مختلفة.

واستبق الدبلوماسي البريطاني زيارة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي الى لندن بالتأكيد على مواقف بلاده تجنبا لأي جدل أو توتر مع المملكة العربية السعودية قد تتسبب بها زيارة الزبيدي.
حيث قال "نراه يمناً موحداً كما تراه السعودية وقرار الأمم المتحدة ونشترك مع أميركا والسعودية في هذه الرؤية.

وأضاف آرون في حوار مطول اجرته صحيفة الرياض السعودية  بريطانيا في هذا الخيار الحل الأسلم بعد التعمق بطبيعة التوجهات الأخرى التي لا ترى بريطانيا أصلاً إجماعاً عليها من سكان المنطقة الواحدة.

وفي إشارة الى محاولات الانتقالي المستميتة في إقناع المجتمع الدولي بأنه الممثل الوحيد للجنوب قال آرون : لا نرى أبداً أي موقف موحد ومنتظم مع الانفصال يجمع عليه الجنوبيونً بالشكل الذي يحاول أن يصوره البعض.

مرجعا الموقف البريطاني الداعم ليمن موحد بأنه الخيار الصائب لأمن واستقرار المنطقة  وتجنبنا لاندلاع أي حروب أخرى. إذا مافرض انفصال الجنوب بالقوة بالطبع.

وكان الكاتب السعودي وعضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية " سليمان العقيلي " حذر من تحول الحراك الجنوبي إلى أدة جيوسياسية .

وفي تغريدة بحسابه الرسمي على تويتر " قال " العقيلي " في رسالة إلى قيادات الحراك " ايها الحراكيون : كونكم تحولتم (اداة) جيوسياسية ننبهكم لخطورة التلاعب بموازين القوى في جنوب الجزيرة العربية.

وأضاف " العقيلي " إن تحول الحراك إلى تلك الأداة هي (لعبة أمم ) خطيرة اكبر منكم وفوق قدراتكم.

وقال " العقيلي " ان فصلكم الجنوب مخطط خبيث لتسهيل سيطرة الحوثة على الشمال ليكونوا خنجرا دائما في ظهر المملكة. انها استراتيجية تهديدنا ولن تحدث.

وتفرق السعودية في تعاملها مع القضية الجنوبية بين الجنوب بكل أطيافه السياسية وقبائله ومكوناته الاجتماعية المختلفة و بين المجلس الانتقالي اللتي تنظر اليه كمكون (جيوسياسي) معادي لمصالحها في اليمن ويهدد أمنها القومي الى جانب جماعة الحوثي.