في كلمته التي ألقاها في القمة العربية الأوروبية..
الرئيس هادي: نطالب المجتمع الدولي بمراقبة مدى التزام المليشيات الحوثية بتطبيق اتفاق استوكهولم
قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن على القمة العربية الأوربية أن تقف أمام التدخلات والأطماع الإيرانية في الشؤون العربية، وبالتحديد منها التدخلات الإيرانية السافرة في اليمن عبر دعم ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية بالمال والسلاح.
مؤكدا في كلمته التي ألقاها اليوم، خلال مشاركته في القمة العربية
الأوروبية، بجمهورية مصر العربية، أن إيران تقدم توجيهاتها للمليشيات الحوثية
للانقلاب على الدولة ودعمها بالمال والسلاح وسعيها لإطالة أمد الحرب وعرقلة جهود
السلام، واستخدام الأراضي اليمنية كمنصة لإطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع، التي لا
تستهدف المملكة العربية السعودية وحسب، ولكن تشكل أيضاً تهديداً للأمن القومي
العربي، والأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
مشيرا إلى أن إيران تشكل اليوم خطراً يهدد الأمن الإقليمي والدولي فهي
الراعي الرسمي للإرهاب والتطرف، كون تدخلاتها في البلدان العربية باتت واضحة
للجميع، وعلى الجميع عدم مواربة ذلك بل المضي قدماً في إستراتيجية واضحة لكبح جماح
التمدد الإيراني، الذي لن تتوقف طموحاته عند حدود البلدان العربية، وقال: وتعلمون
انه بالأمس القريب شكل تشجيع إيران للمليشيات الحوثية للاعتداء على السفن التجارية
في الممرات الملاحية الدولية جنوب البحر الأحمر وتهديدها بإغلاق مضيق باب المندب،
تهديداً مباشراً وخطيراً للأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم،
ولولا تضحيات الجيش الوطني اليمني والتحالف لكان العالم يواجه معضلة حقيقية.
وقال هادي، إن التطورات والظروف الراهنة في اليمن تستدعي استمرار
وتكثيف التعاون الأوروبي العربي دعماً لليمن واليمنيين، الذي يستهدف في المقام
الأول استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتمكين الحكومة اليمنية من القيام بوظائفها
الدستورية، والضغط على المليشيات الحوثية الإيرانية للاحتكام للقرارات الدولية من
خلال نزع سلاح المليشيات، والعودة للعملية السياسية على أساس المرجعيات الثلاث
المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر
الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِّلة، وفي مقدمتها القرار 2216،
ذلك أن أي حل شامل للوضع في اليمن لا يمكن أن يكون ناجحاً دون العودة إلى جوهر
المشكلة وأسبابها الحقيقية وليس الوقوف على النتائج.
مجددًا ترحيب حكومته ودعمها للجهود التي يقوم بها مبعوث الأمين العام
إلى اليمن والدول الراعية للعملية السياسية بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي
والرامية إلى تحقيق السلام الحقيقي الدائم والشامل في اليمن، وقدمت الحكومة
باستمرار التنازلات في جولات المشاورات السياسية التي تمت برعاية أممية، وعبرت عن
نواياها ومساعيها الجادة لإعطاء فرصة للحل السلمي، وتجنيب البلاد المزيد من ويلات
الحرب، ومجابهة تحديات وتبعات الحرب التي فرضتها المليشيات الحوثية الانقلابية؛
كانتشار الأمراض والفقر والنزوح والتطرف والإرهاب، وتدمير مقدرات الدولة
ومؤسساتها، وتدمير البنى التحتية، وتوقف عجلة البناء والتنمية، بالإضافة إلى مخاطر
تجنيد الأطفال.
وقال إن الحكومة لا تقبل خيار الفشل لأنه سيقود إلى مزيد من المعاناة،
كون اتفاقات السويد بجب أن تنفذ ولا نريد أن نضيع هذا الزخم الذي يدفع من خلاله
المجتمع الدولي للوصول إلى السلام المستدام في بلادي اليمن، كما إن العالم يدرك
حجم الكارثة الإنسانية في اليمن التي سببتها المليشيات الحوثية، إن هذه الكارثة
تستلزم مضاعفة الضغط على القوى الانقلابية ومن خلفهم إيران للجنوح للسلم والإذعان
للقرارات الدولية ذات الصِّلة.
معربا عن تطلع الحكومة اليمنية إلى استمرار مواقف الاتحاد الأوروبي
والمجتمع الدولي المساندة لإجراءات الحكومة الرامية إلى إنقاذ المؤسسات المالية
وتعزيز موقف البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن واستكمال تأهيل البنية التحتية،
ومساعدتها في بناء الاحتياطات الخارجية للتمكن من ضمان صرف المرتبات، ومواجهة
التدهور الكارثي في الخدمات كالكهرباء والمياه والخدمات الصحية، والتعليم، والتصدي
للأوبئة والمجاعة والفقر والبطالة، والنزوح، وتنفيذ برامج تأهيل الشباب لمواجهة
التطرّف والغُلو والإرهاب، والإيفاء بالالتزامات الدولية لدعم الإعمار والتعافي
والتنمية.
ودعا الرئيس هادي باسم الحكومة اليمنية، إلى اغتنام الزخم الذي نجم عن
مشاورات استوكهولم، كما دعا إلى المراقبة الدولية لمدى التزام المليشيات الحوثية
لتحقيق السلام الذي طال انتظاره من قبل الشعب اليمني.
وتطرق الرئيس اليمني، إلى المتغيرات الإقليمية والدولية وتزايد الحاجة
إلى تطوير العلاقات العربية الأوروبية، والعمل على فتح قنوات وآفاق واسعة من
الحوار والشراكة والتعاون، على قاعدة المصالح والمنافع المشتركة والمتبادلة،
معبراً عن شكر الحكومة اليمنية لتحالف دعم الشرعية وفي مقدمته المملكة العربية
السعودية بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،
ودولة الإمارات العربية المتحدة وكل دول التحالف، لمساندتهم الشعب اليمني من أجل
الخروج من محنته الراهنة، واستعادة الدولة، وجهود الإغاثة الإنسانية وإعادة
الإعمار، وثمن مساهمات الدول العربية كافة، والاتحاد الأوروبي، والمجتمع الدولي من
أجل تحقيق السلام.
لافتا إلى أن هذه القمة هي بمثابة فرصة ثمينة لبحث سُبل تعزيز العمل
المشترك لمكافحة ظواهر العنف والتطرف والإرهاب والظلم وانعدام العدالة الاجتماعية
والفقر والمجاعة والمرض والأوبئة الفتاكة والنزوح واللجوء، التي تطغى على المشهد
العام، وتستدعي تعاوناً وتنسيقاً مدروسين، لاستبدالها بالأمن والاستقرار والسلام
والتنمية، ومن الملفات الشائكة التي تواجهنا كتحديات مشتركة تلك المرتبطة بالتطرف
والإرهاب، والاستيطان والاحتلال لأرض الغير، كما هو جار في فلسطين من تعسف وإخلال
بالقانون الدولي.

