توقيت إعدام قاتل قائد التحالف بسيئون : رسالة سعودية للإنتقالي بعد حضرموت
تنفيذ السعودية لحكم الإعدام بحق قابوس بن سعيد الكثيري، المتهم بالمشاركة في اغتيال قائد التحالف العربي في سيئون عام 2019، لا يمكن فصله عن توقيته السياسي، خصوصًا مع احتدام الصراع على حضرموت وتوسع نفوذ المجلس الانتقالي شرقًا. فالأحكام القضائية الكبرى، حين تُنفذ في لحظات مفصلية، تتحول إلى رسائل سيادية وسياسية صريحة.
*الرسالة الأولى* موجهة للانتقالي: دم الضابط السعودي الذي اغتيل غدرًا لم يُنسَ، ولن يُمحى بتغير التحالفات أو فرض الأمر الواقع. فالسعودية لا ترى حضرموت مجرد ساحة نفوذ، بل عمقًا استراتيجيًا وأمنًا قوميًا لا تقبل أن تديره مليشيات أو قوى محلية مرتبطة بحسابات منافسين إقليميين.
*الرسالة الثانية* أوسع: الرياض لن تفرّط في شرق اليمن مهما ارتفعت كلفة التفاهمات السياسية. القلق السعودي لا يتعلق بالإدارة المحلية بقدر ما يتعلق بتحويل الجغرافيا الحساسة إلى مساحة نفوذ غير منضبطة، تُدار بعلاقات خارج إطار المصالح السعودية، سواء عبر الإمارات أو عبر شبكات خصومها الإقليميين.
*الخلاصة* أن هذا الإعدام ليس إجراءً قانونيًا فحسب، بل تذكير صارم بالخطوط الحمراء: من استهدف السعودية سيُحاسَب، ومن يعتقد أن الزمن أسقط ثأرها يخطئ في قراءة الدولة. حضرموت ليست ورقة تفاوض، بل مسألة أمن قومي والسعودية قد تكون ديناميكيتها بطيئة لكن حركتها عند حصولها فاعلة وموجعه وان تاخرت فانها تاتي في النهاية.

