رصاص الأعراس في مودية بأبين.. فرح يقتل الآخرين!

مانشيت - خاص - مازن سميح:

تعد ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية بالأعراس في أغلب المدن والمناطق اليمنية من العادات السلبية والدخيلة المرافقة لحفلات الزواج ، وتتسبب عادة في حدوث حالات قتل وإصابة نتيجة لما يسمى بـ "الرصاص الراجع" ، إضافة الى ما ينتج عن ذلك من ازعاج وتعكير لهدوء الأحياء وترويع الأطفال والنساء.

مديرية مودية، بمحافظة أبين، كغيرها من مديريات المحافظات الجنوبية خاصة واليمنية عامة، فهذه الظاهرة السيئة انتشرت بشكل ملحوظ ومبالغ فيه، إذ تسبب الرصاص الراجع في المديرية بحدوث حالات إصابات بالغة لبعض المواطنين الآمنين والذي كانوا يباتون في أسطح منازلهم في ظل الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي.. 
وقد أكدت مصادر إعلامية أن هناك حالات إصابة منها ما حدث لشاب كان نائما في سطح منزله، حيث تسبب الرصاص الراجع باصابته في الرأس اصابة بالغة أقعدته عن الحركة ،وإصابة امرأة كانت ترضع طفلها بفناء منزلها بأسفل الرقبة ولولا عناية الله ولطفه ثم تدخل الأطباء بالمديرية لكانت أودت بحياتها ..

وطبقا للمصادر فإن اهالي وأعيان منطقة مودية كانوا قد عقدوا اجتماعا أواخر سبتمبر من العام الماضي، بعد حالات الإصابات المتتالية ليقرروا _بحضور مدير المديرية وقائد الحزام الأمني بالمديرية_ توقيع وثيقة شرف تقضي بمنع إطلاق النار في الأعراس والأعياد والمناسبات ، وتحميل المسؤولية لكل شخص عابث بأرواح الأبرياء، ونصت مخرجات هذا الإتفاق على سجن العريس وأسرته في حال لم يلتزم بالإتفاق.. لكن للأسف أصبحت هذه الوثيقة حبرا على ورق فقد عاودت هذه الظاهرة مجددا ليستمر _عبثا_ تهديد الأرواح البريئة وإقلاق السكينة العامة بالمديرية دون عقوبات تذكر ..

ويقول مدير مستشفى الكويت، بمديرية مودية، الدكتور عبدالمنعم العاقل، إن الإصابات بالطلقات النارية الراجعة هي "من أخطر الاصابات التي يتعرض لها المواطنون، وذلك نتيجة عدة من الأسباب غالبا ما تكون اصابات متعددة لمجموعة من اعضاء جسم الانسان ،وتشمل مناطق مختلفة منه في وقت واحد ،مثل اصابة الصدر والبطن معا أو البطن والحوض او جميعهم بآن واحد ، وذلك بسبب سرعة المقذوف الراجع كما نعلم قبل ارتطامه بالجسد مما يفسر مقدرته على اختراق مناطق متعددة من الجسم".

وأشار في حديثه لـ"مانشيت"، إلى أن غالبية المصابين هم اناس ابرياء من المارة في الشوارع والارصفة او الأسر التي تضطر للنوم في اسطح منازلها بفصل الصيف".

مضيفاً :"ان كثيرا من هذه الاصابات تكون مجهولة التفاصيل ،ومن الصعب اكتشافها في الوقت المناسب لعمل التدخل السريع لانقاذ المصابين ،لا سيما أن الاجزاء المهمة بالجسم هي الاكثر عرضة للاصابة بالرصاص الراجع مثل الرأس واصابة الدماغ ،والصدر بما يحويه من اعضاء مهمة مثل القلب والاوعية الدموية الرئيسية ،ومن ثم الصدر والبطن معا".

بدوره، يؤكد المحامي، عرفات السعدي، في حديثه لـ"مانشيت"، مطالبته للسطلة المحلية بتفعيل دور الوثيقة التي تم الاتفاق عليها من قبل كل أعيان المديرية ، "فماذا استفاد المواطنون من ورقة حبيسة الأدراج لم تنفذ مخرجاتها ؟!".

ويعتقد السعدي، أنه لا بد من  الضرب بيد من حديد كل تسول له نفسه العبث بأرواح الأبرياء ، "كما أطالب السلطة المحلية بتجريم استخدام السلاح في المناسبات والأفراح ،ولا يجب التهاون ابدا مع المخالفين وتوقيع اقسى العقوبات الرادعة حتى يتعظ بقية البلاطجة ،نريد أفعالا لا أقوالا ".

مشدداً على ضرورة دور توعية الناس "من خلال عمل منشورات وملصقات تعلق بكل مكان ، وهنا يأتي دور المعلمين وخطباء المساجد في التحذير من مغبات هذه الظاهرة اللعينة ، بالإضافة الى عمل لجنة مشرفة دورها نشر النصح وتوضيح اخطار هذا العمل السيء ،كما أقترح ان تشكل دوريات امنية تنزل للأعراس والقبض على كل مستهتر خالف بما اقتضته الوثيقة  وردعه بعقوبات قاسية".

ويرى الشيخ، عيدروس دباء، إمام مسجد الأنصار بمودية، أن إطلاق الأعيرة النارية خلال الأعراس يعتبر ترويعاً للمواطنين، وقد نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف، إذ يقول صلى الله عليه وسلم، "من روع مسلماً روعه الله يوم القيامة".