"المختطفون" .. ملف شائك على طاولة مفاوضات السلام اليمنية في السويد

مانشيت ـ خاص :

وضع المبعوث الأممي الى اليمن مارتن جريفث ملف المختطفين على جدول مفاوضات السلام اليمنية المرتقبة في السويد، و المتوقع انطلاقها في السادس من ديسمبر الحالي، ويعد انجاحه خطوة أولى لوقف الحرب، واحلال السلام، على الرغم من تعقيداته، ومعيار لحسن نية جميع الأطراف.

وتتهم منظمات حقوقية جماعة الحوثي باختطاف أكثر من 2000 فرد من المناوئين لها منذ الانقلاب في العام 2014، بينهم مشائخ علم، وصحفيين،  وعسكريين وسياسيين.

استعداد حكومي

وتقول الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا أنها قبلت مبادلة أسير حوثي (اسير حرب) بمواطن اختطفته مليشيا الحوثي من بيته، ومن مقر عمله.

وقال وزير الخارجية  خالد اليماني، في تصريحات صحفية سابقة إن "ملف إطلاق سراح المختطفين والأسرى جاهز وأن الحكومة أكملت كافة الاستعدادات في هذا الشأن، وأنهت كل الإجراءات اللازمة لإطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسرا".

وفي المقابل لم تفصح جماعة الحوثي عن تصريحات تظهر حسن النوايا في هذا الملف، خصوصا فيما يتعلق بالمختطفين السياسيين والقادة العسكريين.

اختطاف وتعذيب

رابطة أمهات المختطفين تقول ان مليشيا الحوثي تختطف في سجونها أكثر من 2000 مختطف، ويقبعون في 224 سجناً ومكاناً للاحتجاز تمتهن فيها الكرامة الإنسانية.

واتهمت الرابطة في بيان لها مليشيا الحوثي بقتل  123 مختطف ، وتعذيب 950 مختطف جسدياً، فيما لم ينج أحدهم من التعذيب النفسي.

بنود الاتفاق

وكشفت مصادر خاصة لـ"المانشيت" عن بنود اتفاق تبادل الأسرى والمختطفين الذي تشرف عليه الأمم المتحدة بشكل مباشر.

وذكرت المصادر أن الحكومة الشرعية والتحالف العربي اختاروا الشيخ هادي الهيج للتخاطب مع الحوثيين وتنفيذ بنود الاتفاق.

وبينت المصادر أن الاتفاق ينص على تبادل جميع الأسرى والمختطفين دون استثناء (عسكريين وسياسيين واعلاميين) ويشمل ذلك أي اسرى يتبعون  قوات التحالف العربي

وأشارت المصادر الى أن العملية بدأت بالخطوة الاولى وهي طرح الأسماء من الطرفين، وفحصها والتأكد منها، ومن ثم  ورفعها الى الأمم المتحدة.، كما ينص الاتفاق على تبادل جثث القتلى بين الطرفين.

وبينت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي قدمت أسماء قتلى قد سبق للجماعة وأعلنت عن وفاتهم، ومفقودين ليس لهم أي تواجد لدى الحكومة ، فيما قدمت الحكومة أسماء جميع المختطفين لدى الحوثي، ومن تم تصفيتهم من قبل الجماعة، وأسماء الأسرى الحوثيين الذي يتواجدون لديها.

تحديات تواجه الحكومة

ويرى مراقبون أن الحكومة تواجه تحديات في هذا الاتفاق، خصوصا بعد تطبيقه، فالأمم المتحدة لم تقدم ضمانات بعدم اختطاف الحوثيين لمن تم اطلاق سرحهم مرة أخرى، وليس بقدور الحكومة الشرعية نقلهم الى المحافظات المحررة.

بالإضافة الى ذلك يعد اطلاق سراح الأسرى الحوثيين بمثابة تعزيز للجماعة سرعان ما ستعيدهم الى الجبهات، فهم أسرى حرب ومعارك، أما المختطفين فهم استاذة وصحفيين ومواطنين لم يعرفوا استخدام السلاح يوما، وعلى الحكومة الشرعية تأمين خروجهم من العاصمة صنعاء قبل ان يعيدهم الحوثي الى زنازين السجون في حال فشلت جهود السلام واستمرت الحرب.

ورغم ذلك تقول مصادر مطلعة في الحكومة أن الشرعية وبتوجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية حريصة على اتمام صفقة تبادل الأسرى والمختطفين، حرصا على حياة المواطنين ، وانقاذهم من جحيم المليشيا الانقلابية.

وغادر وفد الحكومة صباح اليوم الأربعاء الرياض متوجّهًا إلى السويد، حيث سيُشارك في محادثات السلام مع الحوثيّين برعاية الأمم المتحدة.