توقعات بتزايد حالات الانشقاق عن المليشيات الحوثية

مانشيت - خاص:

تتواصل هجرة المسؤولين المنشقين عن "حكومة" مليشيات الانقلابيين الحوثية، والقيادات الحزبية في حزب المؤتمر الشعبي العام، من العاصمة اليمنية صنعاء، إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وإلى العاصمة السعودية الرياض، بالتزامن مع التطوّرات العسكرية التي تحقق فيها قوات الشرعية، المدعومة من التحالف العربي المشترك، تقدّمًا متسارعًا في أكثر من 6 محافظات يمنية، على ميليشيات الحوثيين.

وخلقت هذه التطورات السياسية والعسكرية، أزمة جديدة لمليشيات الحوثيين، عقب تنامي شعور قادتها بإمكانية فقدان الغطاء السياسي بشكل وشيك، مع تصاعد حالات الانشقاق والهرب من صنعاء، وهو ما يفسّر إجراءاتها الأمنية والرقابية المشددة، على قيادات حكومية وحزبية من حزب المؤتمر الشعبي العام، خشية لحاقها بموكب المنشقين.

يقول وزير الإعلام المنشق عن مليشيات الحوثيين، عبدالسلام جابر، في مؤتمره الصحفي المنعقد الأحد بالعاصمة السعودية الرياض، إن الخلافات تتصاعد في أوساط الحركة السلالية بقوة بين مراكز قوى متصارعة، مبيناً أن الأيام المقبلة ستشهد تجليات لهذه الخلافات، وتنعكس على أهدافهم في الميدان.

مشيراً إلى أن الجزء الصامت داخل المناطق الخاضعة للحوثيين يعيش لحظات ترقب، ويمكن أن يتحول إلى بركان في أي لحظة تتهيأ له الفرصة للانفجار. طبقاً لما نقلته عنه صحيفة "الشرق الأوسط".

داعياً بقية المسؤولين والقادة الراغبين في الانشقاق بسرعة التحرك والتواصل مع الشرعية والتحالف لتأمين خروجهم، محذراً إياهم من أن مستقبل اليمن على المحك، وتابع: "إذا لم يكن هناك تحرك جاد من قبل الإخوة الذين يرغبون بالفعل في مواجهة هذه القوى من الداخل، فإن الوضع سيصبح أكثر كلفة عليهم، ندعوهم إلى ترتيب أوضاعهم من خلال التواصل والتنسيق كما عملنا قبلهم مع قيادة التحالف والشرعية لإيجاد المخارج الكفيلة بإنهاء معاناة الناس داخل تلك المناطق".

مضيفاً أن "هناك مؤشرات طيبة وجيدة أنقلها لكم من العمق الذي يسيطر عليه الانقلابيون، هناك أصوات ستغدو مدافع إلى جانب الجيش الوطني والتحالف، والانقلابيون أصبحوا في النفَس الأخير، لكن النفَس الأخير أو النزاع الأخير دائماً يكون أقوى من البداية، لكنه سيكون الوجع الذي تتبعه العافية".

وسبق انضمام عبدالسلام جابر، إلى معسكر الحكومة الشرعية، انشقاق نائب وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين، عبدالله الحامدي، الذي التحق هو الآخر بالشرعية في الرياض، فيما أعلن وزير السياحة في حكومة الانقلابيين، ناصر باقزقوز، استقالته في أكتوبر الماضي، بسبب “تهديدات وتدخلات غير قانونية"، يواجهها من قبل مدير مكتب رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين، ليتعرّض بعدها إلى سلسلة من المضايقات، على الرغم من اعتكافه في منزله، بعد فشله في مغادرة صنعاء، لتؤكد هذه الانشقاقات وما سبقها، رغبة من تبقى في الخلاص من سطوة الحوثيين، والهروب منها إذا ما أتيحت لهم الفرصة.

ويرى نائب وزير التربية والتعليم المنشق عن حكومة الانقلاب في صنعاء، الدكتور عبدالله الحامدي، أن المزيد من الشخصيات اليمنية العاملة في مناصب حسّاسة ستنشّق عن الحوثيين، مشيراً إلى أن الانقلابيين يضايقون المقربين منه ما يدل على ارتباكهم.

وقال الحامدي في تصريح نقلته صحيفة «الشرق الأوسط»: «أصبح الانشقاق وخروج الوزراء والمسؤولين من صنعاء كثيفاً في الفترة الأخيرة، والأيام القادمة ستشهد مزيداً من الانشقاقات لشخصيات يعملون في مناصب حسّاسة في حكومة الانقلابيين». وبيّن أن المعارك التي تدور في ساحات صعدة والبيضاء وإب والحديدة تؤكد أن بركان الثورة والقضاء على الحكم الكهنوتي أصبح قاب قوسين أو أدنى ولن ينجو الحوثي منه، وأن الشعب يستعد لتنصيب المحاكمات العادلة ليستعيدوا منهم الثروات التي نهبوها واستولوا عليها.

وأضاف: «أنا وغيري ممن غادروا نشعر بفخر ورضا تام، فوصولنا للرياض سيفتح أبواباً أوسع لمواجهة الميليشيات الانقلابية الإيرانية والعمل في إطار الشرعية العائدة فاتحة ومنتصرة لليمن وقتال هذا الكهنوتي المتخلف».