الضالع : استنكار واسع بعد شروع الحوثيين في تشييد مبانٍ داخل فوهة بركانية محمية بمدينة دمت

مانشيت _ نصر المسعدي:

أثارت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم، صدمة واسعة في أوساط أبناء مدينة دمت بمحافظة الضالع، بعدما أظهرت قيام آليات ثقيلة بأعمال دك وجرف في التلال الترسبية المحيطة بفوهة الحرضة البركانية، وتحديداً في الجهة المقابلة لحمام "الدردوش" المعروف محلياً بـ"الحمدي"، في ما وُصف بأنه اعتداء صارخ على أحد أبرز المعالم البيئية في اليمن.

وأكدت مصادر محلية أن هذه الأعمال ليست عشوائية أو فردية، بل تجري برعاية مباشرة من سلطة الأمر الواقع ممثلة بمليشيا الحوثي، التي بدأت في إنشاء مبانٍ ضخمة داخل فوهة "حرضة الشولي"  وسط مزاعم باستخدامها كمقر لـ"المخابرات" أو "سجن مركزي"، في انتهاك خطير لكل المعايير البيئية والإنسانية.
ويأتي هذا التعدي رغم منع المليشيا المواطنين من التصرف بأملاكهم الخاصة بحجة أنها "أراضٍ تابعة للدولة"، في وقت تقوم فيه هي باستحداثات غير قانونية في مواقع مصنفة كتراث وطني ومواقع بيئية محمية، دون وجود أي مسوغات قانونية أو دراسات تقييم أثر بيئي.
وأكد ناشطون ومهتمون بالشأن البيئي أن فوهة الحرضة ليست مجرد تكوين جيولوجي، بل تُعد معلماً بيئياً نادراً على مستوى الشرق الأوسط، وركناً أساسياً من الهوية السياحية والعلاجية لمدينة دمت، التي أُعلنت رسمياً في العام 2005م منطقة تنمية للسياحة البيئية والعلاجية بقرار جمهوري.
وحذّر ناشطون من أن هذا الاعتداء يُشكل إنتهاكاً صريحاً للحق في بيئة سليمة، وجريمة بحق المصلحة العامة والتراث الجيولوجي الوطني وتهديداً لهوية دمت كوجهة تنموية وسياحية نادرة.

وطالب الناشطون بالوقف الفوري لكافة الأعمال الجارية في فوهة "حرضة الشولي" ومحيط "الحرضة الكبيرة" وفتح تحقيق شفاف ومستقل لمحاسبة كافة المتورطين في هذا الانتهاك.
كما دعوا إلى تحرك عاجل من الجهات البيئية والمنظمات المحلية والدولية لحماية الموقع من مزيد من التشويه والضغط على المليشيات الالتزام بتطبيق القرار الجمهوري بإعلان دمت محمية بيئية وسياحية، باعتبار الحرضات نواقع طبيعية لا يجوز المساس بها.
ودعا البيان كل الجهات المعنية بالبيئة والتراث وحقوق الإنسان، إضافة إلى الإعلاميين والمثقفين وأبناء المديرية، إلى التحرك العاجل لحماية هذا المعلم الطبيعي الفريد من طمس هويته وتحويله من واحة بيئية إلى مواقع للقمع والسجون.