ألغام وعوائق مدمرة : فتح طريق ( الضالع – دمت – صنعاء) يكشف الإجرام الحوثي بحق البنية التحتية

أخيراً وبعد طول إنتظار دام سنوات من الإغلاق والتفخيخ والتحصين العسكري، أعيد فتح الطريق العام الرابط بين الضالع – دمت – صنعاء، يوم 27 مايو 2025م.
وسط دهشة وصدمة المسافرين الذين وثقوا بقايا العوائق التي وضعتها جماعة الحوثي، والتي ظلت على حالها حتى لحظة الفتح.
يأتي ذلك على الرغم من تأكيدات مسئولي وقيادات جماعة الحوثي بصورة مستمرة بأن الطريق من جانبهم مفتوحة، ولا يوجد فيها أي عوائق أو عراقيل، ولم يتبق إلا الطرف الآخررر الحكومة الشرعية.
وعلى امتداد الطريق، رُصدت آثار واضحة لإجراءات تعطيل ممنهجة، شملت تدمير البنية التحتية، وزراعة الألغام، ووضع حواجز ترابية وأسمنتية، ما حول الطريق إلى ما يشبه حقلاً عسكرياً مغلقاً لسنوات.
تفجير البنية التحتية الحيوية :
أبرز الممارسات كانت تفجير عبارتين حيويتين : الأولى من إتجاه الجنوب في منطقة صولان، والثانية في زيلة يعيس، إضافة إلى تفجير ونسف جسر "قُرّع" على المدخل الجنوبي لمدينة دمت، وتفجير عبارة أخرى بين قريتي الحقب وبيت اليزيدي، أثناء الحرب ٢٠١٨م - ٢٠١٩م.
حقول ألغام واستعدادات لتفجيرات لاحقة..
ظلت جماعة الحوثي وحتى آخر لحظة تؤكد عبر وسائل إعلامها بأن الطريق من قبلها مفتوحة، بل وجاهزة للمرور؛ غير أن الساعات الأولى لعملية الفتح، كشفت للرأي العام عدم صحة ذلك، واتضح أن ما ظل يروجه إعلام المليشيات ليس سوى محاولة للتهرب من الضغط الشعبي المتزايد لفتح الطريق، وحرصها على إلقاء اللوم على الحكومة الشرعية باعتبارها الطرف المعرقل.
وبحسب مصادر محلية، فإن عملية ردم العبارة المفجرة في زيلة يعيس والأخرى في صولان، لم تبدأ إلا عصر يوم الخميس؛ ما اضطر لجنة الوساطة إلى إعلان تأجيل فتح الطريق ليومين كاملين ولم تفتح رسميا لمرور المركبات إلا صباح السبت.
ولعل من أبرز الشواهد الحية التي تؤكد وبلا أدنى شك الطرف المعرقل لجهود ومساعي فتح الطريق.
وضع الحوثيون حقول ألغام واسعة على جانبي الطريق، في نقاط متعددة، بينها مناطق سكنية وزراعية، وشملت أيضاً :
تفخيخ جسر يعيس أسفل الطلعة بعبوات ناسفة، مع تغطيته بطرابيل لمنع كشفه، وفرض حظر مرور قربه.
كفرات مزروعة بمتفجرات وموضوعة وسط الحواجز الترابية.
حواجز وعوائق مادية وعسكرية..
تم توثيق وجود :
هيكل دبابة محترقة وسط الإسفلت.
أكوام ترابية متعرجة تعيق مرور المركبات، وتسمح فقط بمرور دراجات نارية تستخدمها عناصر الجماعة.
ساتر ترابي ضخم على الجانب الشرقي للطريق إبتداء محطة المسيلة البترولية بيعيس وحتى قرية العرفاف.
حواجز أسمنتية كبيرة وضعت بترتيب يصعب تجاوزه دون معدات هندسية.
ردم محدود ولوحات تحذيرية بعد الفتح..
وضعت لوحات تحذيرية تشير إلى وجود ألغام، إلى جانب أسلاك شائكة على جانبي الخط لمنع المركبات من الانحراف عن مسار الأسفلت.
انفجار عبوة ناسفة بأحد عناصر الحوثيين أنفسهم في طلعة يعيس، يوم الفتح، ما يكشف عن بقاء الألغام نشطة.
الناشط السياسي عبدالكريم فضل يقول أن الطريق يعتبر شريانا اقتصاديا واجتماعيا.. وتفخيخه بهذه الطريقة يكشف حجم الاستهتار الحوثي بحق الوطن والمواطن.
فيما يرى محمد قائد،، وهو سائق باص نقل أن هذا ليس مجرد إغلاق طريق، هذه جريمة بحق آلاف الأسر التي حرمت من حقها الطبيعي في التنقل بحرية عبر الطريق العام الذي بني من أموال الذعب كلف الخزينة العامة للدولة مليارات الريالات.
وهو ذات الرأي الذي توافقه الناشطة ضحى محسن باعتبار ما حدث في طريق الضالع – دمت برأيها ليس مجرد إغلاق عسكري.. وإنما جريمة حرب وعمل ممنهج لعزل مناطق عن بعضها وتهديد حياة المدنيين.
من جانبه قال المواطن عبده مثنى : لقد كنا نحلم فقط بأن نمر في هذا الطريق بدون خوف.. اليوم ندرك كم كانت حياتنا معلّقة بسبب ألغامهم وما وضعوه من حواجز وعقبات.
️وتقول أم سليم، مواطنة من دمت : " سنوات من المعاناة والحرمان بسبب إغلاق الطريق.. كنّا نقطع أضعاف المسافة وندفع أضعاف التكلفة.. ولم نكن نعرف إن كانت الطرق البديلة آمنة أم لا."
فتح طريق الضالع – دمت – صنعاء يُعد خطوة مهمة في مسار تخفيف المعاناة عن المواطنين، إلا أن حجم العوائق الميدانية التي خلفتها جماعة الحوثي، وما زال بعضها قائما، يكشف عن حجم التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجه جهود إعادة الحياة إلى هذا الشريان الحيوي.
كما يكشف مدى التضليل والزيف الذي تمارسه مليشيات الحوثي واستخفافها بالشعب اليمني، ناهيك عن حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق هذا الشعب وبشكل يمس معيشتهم الأساسية.