حين تعيدك تصرفاتك سنوات إلى الخلف

بدأت الأمور تتحسن، والاقتصاد يتعافى شيئاً فشيئاً، والمسار السياسي بدأ يدخل مرحلة استقرار نسبي. لكن بعض الأطراف استعجلت وأرادت إعلان دولة في ظرف لا توجد فيه مقومات دولة أصلاً. في ظل صراعات وتمزق بهذا الشكل… من الصعب بل من المستحيل قيام دولة مستقرة. ولم يستكمل حتى تحريرها من الحوثي وكان الأولى قبل كل خطوه تخليص الجنوب من الحوثي إن لم يكن من اليمن كامل لأن عمل مثل ما نراه اليوم خدم الحوثي بشكل كبير وسيحشد على أساس حماية الوحدة الوطنية بعد أن كان منبوذ في الشمال.

يا إخوتي الجنوبيين..
لن تقوم دولة الجنوب إلا باستقرار اليمن كله.
فصل الشمال وتركه بهذا الوضع المتفجر، والتحرك الأحادي لفك الارتباط، لن يجلب إلا المزيد من الدمار، وتأجيج الصراع، وزيادة الاحتقان والتوتر.

والأخطر من ذلك… أن من يدفعونكم اليوم نحو هذا المسار لا يريدون لكم الخير، بل ينفذون أجندات خارجية وصراعات بينهم وبين دول أخرى، ووجدوا فيكم وسيلة لخدمة مصالحهم فقط.

العقل، والتريث، ودراسة الواقع… هي الطريق الوحيد إذا كنتم تريدون استقلالاً حقيقياً.
أما الاندفاع بهذه الطريقة فلن يزيد الوضع إلا تعقيداً… والعجلة — كما يقال — من الشيطان.

كنتم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الكثير، لكن الخطوات غير المحسوبة ستعيدكم سنوات إلى الخلف.
أقولها محبة ونصحاً… واحفظوها للأيام
مودتي