قبائل كندة تدخل المشهد الحضرمي بتيار سياسي عينه على كل اليمن

دخلت قبائل كندة الحضرمية اليوم الإثنين 14 أبريل/نيسان، على خط التكتلات التي تتجاذب محافظة حضرموت خلال السنوات الأخيرة والتي تزيد عن خمسة تكتلات ظهرت خلال العشر السنوات الماضية.
فقد أشهر اليوم في مدينة العبر (شمال شرق محافظة حضرموت) "تيار التغيير والتحرير" ككيان وطني شعبي جديد، يتجاوز حدود حضرموت رافعاً مطالب على المستوى الوطني خلافاً للتكتلات السابقة.
وجاء إشهار التيار بحضور عدد من الشخصيات القبلية من كافة القبائل اليمنية وفي مقدمتهم شيوخ قبائل كندة، بعد يومين على فعالية حلف قبائل حضرموت التي أثارت تفاعلاً واسعاً وجدلاً سياسياً بين مختلف القوى المحلية.
ووفقا لبيان الاشهار الذي ألقاه "رياض التركي" رئيس التيار فإن الهدف من التكتل هو توحيد الطاقات الوطنية والعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس العدالة والكفاءة.
كما يهدف بحسب البيان الذي إلى مكافحة الفساد وضمان الحقوق والحريات، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
وقال البيان: التغيير لا يصنع بالشعارات بل بالفعل والإرادة"، مشدداً على التزامه بالوسائل المشروعة لتحقيق أهدافه، وعلى رأسها إشراك المواطنين في صناعة القرار واختيار الكفاءات، وتعزيز مؤسسات القضاء والتعليم والإعلام والأمن.
وذكر البيان أن التيار جاء استجابة لحاجة اليمنيين إلى صوت صادق ومشروع عملي ورؤية قابلة للتنفيذ، في وقت تمر فيه البلاد بـ "مفترق طرق" بين الضياع والنجاة، والاستسلام ورفض الخضوع.
ودعا البيان "كل يمني شريف إلى الانخراط في هذا المشروع الوطني، والمشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل البلاد، مشددين على أن "الغد يُصنع بأيدي من يعملون لا من يستجدون".
وتعود أصول قبيلة كندة إلى كهلان بن سبأ، وتنسب إلى ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
وقد ورد ذكرها في نقوش المسند باسم "كدت"، مما يشير إلى قدم وجودها في جنوب الجزيرة العربية.
ومنذ العام 2015، برزت محافظة حضرموت كإحدى أكثر المحافظات استقراراً نسبياً مقارنة ببقية المحافظات، إلا أن ذلك لم يعزلها عن موجات الاستقطاب السياسي والعسكري.
وشهدت حضرموت خلال العشر السنوات الماضية ظهور عدد من التكتلات المحلية والقبلية والسياسية في إطار محاولات على التأثير في المشهد، وتسجيل حضور في أي تقاسمات مستقبلية في ظل حالة الضعف التي تمر بها الحكومة اليمنية.
ومن تلك التكتلات، مجلس حضرموت الوطني، ومؤتمر حضرموت الجامع، ومرجعية قبائل حضرموت، وحلف قبائل حضرموت، والمجلس الانتقالي الجنوبي، إضافة إلى عدد من المبادرات المدنية والشبابية.
ويكتسب تحرك كندة رمزية تاريخية لكونها قبيلة ذات امتداد اجتماعي واسع في حضرموت وشبوة ومأرب والمهرة، فضلاً عن كونها جزءاً من النسيج القبلي الذي أسس تاريخياً نظم التحالفات والتوازنات السياسية في جنوب الجزيرة العربية.