في ظل هدنة هشّة.. استمرار تغييب حصار تعز يعقّد مقترحات الحل

مانشيت - متابعات :

أعلن قبل أيام تمديد الهدنة الأممية لشهرين آخرين في اليمن، إضافة إلى الأربعة الأشهر الماضية، فيما لا تزال قضية تعز مغيّبة وخارج الاهتمام إلا من تصريحات الأمم المتحدة المكررة ونحيب المسؤولين اليمنيين في تصريحاتهم المكررة.

المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، شدد مؤخرا على أن الحصار على تعز يجب أن يتوقف، وقال إنه يجب على إيران دعم أقوالها بالأفعال - في نبرة أكثر جدية هذه المرّة.

- موقع تعز

يرى ماجد المذحجي، وهو المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات، أن ما يمكن ترقّبه بعد تمديد الهدنة ليس كثيراً، حيث جرى تمديدها بالبنود السابقة، وهذا يعني أن هناك حاجز صد كبيراً لم يجر اجتيازه.

يفيد المذحجي بأن كل الجهود الآن تصب في خلق توافق حول المسودة التي قدّمها مكتب المبعوث (الأممي) في الوقت ذاته، الذي يرفض فيه الحوثيون النصوص الأساسية فيها، ويريدون إعادة الأمور إلى نقطة الصفر.

ويعتقد المذحجي أن التحدي يكمن في «كيفية خلق توافق خلال شهرين على قضايا ينتظر أن تتم الموافقة عليها سياسياً بشكل أكبر من الحوثيين، أما الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، فإنها قدمت الحد الأعلى من التنازلات».

ويضيف: "الالتزامات الخاصة بفتح الطرق لتعز هي التزام أيضاً بفتح الطريق للسياسة، ولذا فهي أمر مركزي إذا أردنا الانتقال إلى المحطة التالية".

الأمر ذاته يؤكده مصطفى نعمان، الدبلوماسي ووكيل وزارة الخارجية الأسبق، بالقول إن "نجاح المساعي الإقليمية التي تقودها السعودية وعُمان، والأخرى الدولية عبر الأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي، مرهون بتنفيذ بنود الاتفاق التي يتضح حتى الآن المماطلة في الالتزام بها".

يخص نعمان الطرق المحيطة بتعز، وكذلك بقية الطرقات، ويفيد بأن الحكومة اليمنية نفذت ما عليها من التزامات بموجب شروط الهدنة، والأمل أن يفعل الحوثيون الشيء نفسه.

- دور متخاذل

المبعوث الأممي ومعه المبعوث الأمريكي يكتفيان مرارا بالتأكيد على أن مسألة فتح الطرق في تعز تبقى أولوية ملحة، وهو الأمر ذاته الذي لم يتعدّ التصريحات الصحفية منذ 3 أشهر تقريبا.

يواصل المبعوث الأمريكي الحديث عن تعز: "سواء كمسألة إنسانية أو من ناحية أنها أحد عناصر الهدنة (ذات البنود الأربعة)، ولكن لم يتم استيفاء الشروط إلى الحد الذي نحتاج جميعاً إلى رؤيتها، لذا يجب بالتأكيد إحراز تقدّم في تعز، ونثمّن اللقاءات التي جرت بين الأطراف والاجتماعات الصعبة لمناقشة قضايا مثل طريق تعز إلى جانب لقاءات اللجنة العسكرية".

ويؤكد المبعوث الأمريكي أن هناك حاجة إلى رؤية طرقات تعز مفتوحة.

كما يفيد بأنهم على اتصال منتظم مع المنظمات غير الحكومية والأفراد الآخرين على الأرض، أولئك الذين يدركون تماماً الامتيازات الإنسانية الموجودة لدى السكان المحاصرين.

وسلّط بيان مجلس الأمن الدولي، الذي صدر مؤخرا، الضوء على تعز وأهمية فتح الطرقات إلى جانب ترحيبه بتمديد الهدنة.

- تغييب تعز

يؤكد مراقبون أن تغييب قضية حصار تعز، في نسخة الهدنة الثالثة، هو أكبر ما يهدد الآمال بتمديدها بعد انقضاء الشهرين الحاليين، الأمر الذي يمكن استنتاجه من موقف المجلس الرئاسي الذي رفض رئيسه مقابلة المبعوث الأممي خلال زيارته الأخيرة إلى عدن، ولم يقبل تمديد الهدنة ستة أشهر -كما كان يجري الحديث- بسبب عدم إيفاء الحوثيين بتعهداتهم.

ويرى متابعون أنه -في حال استمرار تجاهل معاناة الملايين في تعز- سيكون المجلس الرئاسي ومعه الأمم المتحدة أمام موقف صعب، خلال الأشهر القادمة، حيث لم يعد من الممكن أن يقبل الناس باستمرار الهدنة من طرف واحد، كما بدا ذلك واضحا من خلال تلويحات بعض الأطراف السياسية بينها المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، الذي أعلن -بشكل واضح- رفضه تمديد الهدنة على حساب تعز.

(قناة بلقيس)