وقالت الصحيفة، إن الأدلة التي فحصها باحثون في مجال الأسلحة تشير إلى أن المتمردين ربما حصلوا على تكنولوجيا جديدة تجعل الطائرات المسيّرة أكثر صعوبة في الاكتشاف وتساعدها على الطيران لمسافات أبعد.
ونقلت عن تيمور خان، المحقق في منظمة Conflict Armament Research، وهي مجموعة بريطانية متخصصة في تحديد الأسلحة والذخائر المستخدمة في الحروب حول العالم: "يمكن أن يمنح ذلك الحوثيين عنصر المفاجأة ضد القوات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية إذا استؤنفت هذه الصراعات."
وأضافت، أن السيد خان سافر إلى جنوب غرب اليمن في نوفمبر لتوثيق أجزاء من نظام خلايا وقود الهيدروجين الذي عثرت عليه القوات الحكومية في قارب صغير قبالة الساحل، إلى جانب أسلحة أخرى يُعرف أنها تُستخدم من قبل الحوثيين.
وتُنتج خلايا وقود الهيدروجين الكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين الموجود في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة، حيث تطلق بخار الماء ولكن تصدر القليل من الحرارة أو الضوضاء.
يمكن للطائرات المسيّرة الحوثية التي تعمل بمحركات احتراق تقليدية أو بطاريات ليثيوم أن تطير لمسافة تصل إلى 750 ميلًا. ولكن خلايا وقود الهيدروجين يمكن أن تمكّنها من الطيران لمسافة تعادل ثلاثة أضعاف ذلك، مما يجعل من الصعب على أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء اكتشافها.
وقد أوضحت منظمة Conflict Armament Research نتائجها في تقرير صدر يوم الخميس، حيث قامت بفحص وثائق شحن تُظهر أن مكونات خلايا الوقود صُنعت من قبل شركات صينية تروّج لاستخدامها في الطائرات المسيّرة، كما تم العثور على خزانات هيدروجين مضغوط كانت مموّهة على أنها أسطوانات أكسجين.
وقال السيد خان إنه من غير الممكن حتى الآن تحديد ما إذا كانت هذه المواد قد وصلت مباشرة من الصين. لكن الحصول على مصدر جديد لمكونات الأسلحة قد يمنح الحوثيين دعمًا استراتيجيًا.
وأضاف خان أن شحنات الأسلحة الحوثية التي تم اعتراضها في البحر عادة ما تكون مصنوعة في إيران أو مرسلة منها. وقال: "إذا كان الحوثيون قد حصلوا على هذه المعدات بمفردهم، فإن الشحنة التي رأيناها قد تشير إلى وجود سلسلة إمداد جديدة من الأسواق التجارية تزيد من اعتمادهم على أنفسهم، بدلاً من الاعتماد فقط على داعميهم في المنطقة."
أما القارب الذي فحصه السيد خان، فقد تم اعتراضه في البحر في أغسطس من قبل قوات المقاومة الوطنية اليمنية، التي تتبع الحكومة المعترف بها دوليًا.
وشملت المواد التي تم العثور عليها على متنه صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات صغيرة مصنوعة في أوروبا يمكن استخدامها في تشغيل صواريخ كروز، ورادارات، وأجهزة تتبع السفن، إضافة إلى مئات الطائرات المسيّرة التجارية إلى جانب مكونات خلايا وقود الهيدروجين.
ووفق الصحيفة، فإن توليد الطاقة الكهربائية باستخدام خلايا وقود الهيدروجين ليس تقنية جديدة، إذ يعود استخدامها لعقود، وقد استخدمتها ناسا خلال مهام أبولو.
أما استخدامها في تشغيل الطائرات المسيّرة العسكرية، فقد بدأ في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلال الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان. ومنذ ذلك الحين، أصبح استخدام طاقة الهيدروجين أكثر شيوعًا في الطائرات المسيّرة العسكرية.
فإمكانية زيادة مدى الطيران جعلتها خيارًا جذابًا للاستخدامات التجارية، مثل تفتيش خطوط الأنابيب وخطوط الطاقة ومزارع الرياح البحرية، وفقًا لما ذكره آندي كيلي من شركة Intelligent Energy البريطانية، التي تصنع خلايا وقود الهيدروجين المستخدمة في الطائرات المسيّرة، والتي تبيعها عدة شركات أمريكية حاليًا لوزارة الدفاع الأمريكية.
وقال كيلي: "كلما تمكنت الطائرات المسيّرة من البقاء في الجو لفترة أطول، زادت كمية البيانات التي يمكنها جمعها. وهذا أمر أساسي للاستطلاع بعيد المدى."
وأوضح أن أنظمة الهيدروجين يمكنها تخزين طاقة تزيد بثلاثة أضعاف عن البطاريات الليثيومية ذات الوزن المماثل، مما يسمح لمشغّل الطائرة المسيّرة بحمل أوزان أكبر والطيران لمسافات أطول.
كما أشار إلى أن خلايا الوقود تنتج اهتزازات أقل مقارنة بمحركات الاحتراق التقليدية، مما يساعد على ثبات الكاميرات وأجهزة الاستشعار على الطائرات المسيّرة المخصصة للمراقبة.
وأضاف أنها قابلة لإعادة الاستخدام مرات عديدة أكثر من البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة عادةً في تشغيل الطائرات المسيّرة.
ورفضت منظمة Conflict Armament Research الكشف عن أسماء الشركات الصينية التي صنعت المكونات التي تم العثور عليها بالقرب من اليمن، التزامًا بسياسة تضمن قدرتها على العمل بسرية مع الشركات لتحديد كيفية وصول منتجاتها إلى أيدي جهات مختلفة.
المصدر: نيويورك تايمز