الوحدة اليمنية تحظى بدعم داخلي وخارجي في ذكراها الـ33
حظيت الوحدة اليمنية بدعم محلي ودولي، تزامنا مع الذكرى 33 لتحقيقها في 22 مايو/ أيار 1990.
وأعربت مكونات سياسية يمنية بارزة، وعدد من الدول، الأحد، عن دعمها لاستمرار الوحدة، وذلك في بيانات وبرقيات منفصلة.
يأتي هذا الدعم المحلي والدولي وسط دعوات لانفصال جنوب اليمن عن شماله من قبل مكونات سياسية في جنوب البلاد، أبرزها “المجلس الانتقالي الجنوبي“.
تأييد محلي
على الصعيد المحلي، أكد التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية أن “22 مايو 1990 يوما وطنيا لكل اليمنيين، ولحظة تاريخية فتحت الباب أمام شعبنا نحو تحقيق حلمه المنشود في الحرية والديمقراطية وبناء الدولة الوطنية الحديثة”.
وأضاف التحالف في بيان أن “الوحدة كمبدأ وقيمة سامية، وكواقع ثقافي واجتماعي تاريخي، وكحلم وطني للحركة الوطنية المعاصرة بكافة تياراتها واتجاهاتها، ليست هي السبب بما حل بشعبنا وبلادنا من أزمات”.
ويضم التحالف أكثر من 13 مكونا سياسيا، أبرزها المؤتمر الشعبي العام (ليبرالي)، والتجمع اليمني للإصلاح (إسلامي)، والحزب الاشتراكي اليمني (يساري)، والتنظيم الوحدوي الناصري (قومي).
وقال التحالف إن “مسيرة الوحدة رافقها أخطاء جسام أدت إلى تصدع الصف الوطني واختلال الشراكة السياسية واضطراب دولاب الحكم وصولا إلى سقوط الدولة عبر الانقلاب الحوثي”
وأردف أن “معالجة تلك الأخطاء لن يكون إلا عبر فتح حوار وطني شامل يؤسس لمصالحة وطنية وعدالة انتقالية شفافة تنتهي بإعادة صياغة شكل دولة الوحدة ونظامها السياسي، بما يحفظ الهوية ويحقق الشراكة الوطنية”.
من جانبه، قال” الائتلاف الوطني الجنوبي” (مكون جنوبي داعم للحكومة)، إن “قضية الوحدة ظلت حلماً لكل أبناء اليمن، ولأجل تحقيقها اجتمعت نضالات القوى الوطنية بكافة اتجاهاتها في الجنوب والشمال”.
وأضاف في بيان بمناسبة ذكرى الوحدة أن “يوم الثاني والعشرين من مايو، يمثل تجسيدا حيا لتطلعات الشعب نحو يمن ديمقراطي حر ومزدهر”.
وأكد الائتلاف “تمسكه بالحل السياسي القائمة على هدف استعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب، وإعادة بناء الدولة على أساس يمن اتحادي وفق المرجعيات المتفق عليها وطنيا والمدعومة دوليا”.
بدوره، قال عبد العزيز بن حبتور رئيس حكومة الحوثيين (غير معترف بها)، إن “الوحدة اليمنية إنجاز شعبي وملك للشعب”.
وأضاف في تصريح لقناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين أن “الوحدة لن تكون خاضعة لمزاج طرف سياسي، فكيف بحفنة يمثلون المحتل”.
وأشار إلى أن “تسمية الشمال والجنوب هي توصيفات احتلالية، ذات مرمى خبيث”.
دعم دولي
في سياق الدعم الدولي لوحدة اليمن، بعث الرئيس الأمريكي جو بايدن برقية تهنئة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، جاء فيها “نيابة عن شعب الولايات المتحدة، أرسل لكم وللشعب اليمني أحلى الأمنيات خلال احتفالكم بيومكم الوطني الثاني والعشرين من مايو الجاري”.
وأضاف بايدن “اليوم وكل يوم، الولايات المتحدة تقف مع الشعب اليمني، وتدعم رغبته الغامرة بالسلام والأمن والاستقرار، وسنبقى ملتزمين بدعم كافة الجهود نحو حل شامل للصراع الذي أصاب اليمن لما يقرب عن عقد من الزمن”.
وأكد بايدن “دعم الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة والشركاء في المنطقة والمجتمع الدولي، للحفاظ على الهدنة الحالية وتعزيز التقدم نحو السلام”.
فيما بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تهنئة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بمناسبة العيد الوطني عيد الوحدة اليمنية”، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأكد بوتين “موقف روسيا الثابت والداعم لحل الأزمة اليمنية بالوسائل السياسية والدبلوماسية”.
وفي برقية مماثلة نشرتها سفارة باريس في اليمن عبر تويتر، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن “اليمن مِلْك لكل اليمنيين، وعودة الاستقرار تتطلب إعادة بناء دولة في خدمة جميع مواطني هذا البلد، واستقراره مهم للمجتمع الدولي بأسره”.
وأضاف في برقيته مخاطبا العليمي “أؤكد لكم مرة أخرى على تمسك فرنسا بالسلام والوحدة في اليمن”.
من جانبه، بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز برقية تهنئة للعليمي، جاء فيها “يطيب لنا بمناسبة ذكرى يوم الوحدة لبلدكم، أن نبعث أصدق التهاني لكم، وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة، ولحكومة وشعب الجمهورية اليمنية الشقيق الأمن والاستقرار”، حسب (سبأ).
يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من توقيع رؤساء وممثلي مكونات سياسية جنوبية أبرزها المجلس الانتقالي “ميثاقا وطنيا” يمهد للانفصال عن شمال البلاد، فيما قاطعها ورفضها مكونات جنوبية أخرى.
ودخل جنوب اليمن وشماله في وحدة طوعية في 22 مايو/ أيار 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم حينها وشكاوى قوى جنوبية من “تهميش وإقصاء” أدت إلى عودة الدعوات للانفصال لا سيما مع اندلاع الحرب الحالية.
ولا تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال، وهو ما ترفضه قطاعات واسعة من الشعب اليمني، فيما تنفي السلطات الاتهامات بتهميش وإقصاء الجنوب.
ويعاني اليمن منذ 9 سنوات من حرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي مدعوم من السعودية والإمارات، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.