خواطر عابرة ..
ما أسوأ أن يتقاسم الإنسان بؤسه مع أهله وجيرانه وأصدقائه ! وما افظع أن يكون الشقاء جزءًا من عذاباتك اليومية ، وان يكون وطنك شقيًا وبائسًا بسبب تصرفات رعناء ، وبسبب نفوس أنانية عابثة .
كأنَّ هذه البلاد تخلَّقت من مضغة الشقاء ، أيًا كان جهدك ، وأيًا كان اخلاصك ، وأيًا كان ضميرك ، في المحصلة حياتك بائسة ، وعمرك ينزف بحثًا عمَّا تظنه الغد الذي يستحقك ، المستقبل الأفضل الذي يليق بابنائك وأحفادك .
يا الله ما أقبح وجوهنا ؟ فهل تفحصنا ضمائرنا في مرآة البؤس المشاهد في وجوه المتسولين ، وفي عيون الجائعين الباحثين عن خبز أو ماء أو معاش أو بقايا طعام في حاويات النفايات ؟!.
وجوهنا غضنة شاخت قبل أوانها من فرط الشقاء ، ونفوسنا عليلة طافحة بقذارة الجشع ، وبشهوة الاستئثار بكل شيء ، وبسقم الاضطهاد والاستعباد للآخر .
أجسادنا أصابها هُزال سوء التغذية وضنك فقدان الأمان ،
أذهاننا مخزون هائل للأفكار السلبية . كل ما فينا توقف ، عطب ، خامل ، نتاج زمن موغل من الإقصاء والإستئثار والتبعية والاستغلال والخوف ، ومن تغييب الحق والعدل والانصاف ..
وما لم تتحرر ارواحنا من أغلال الماضي ، وما لم تتعافى عقولنا من علل الجهل والبُغُض والعصبية العمياء للقادة والرأي ، وللمكان والقرابة ، وللولاءات الضيقة المنتهكة لروح الإنسان ولفطرته في التعايش والأمان ؛ فإننا لن نبرأ ، ولن نبرح حياة الشقاء ..
محمد علي محسن