حضرموت دولة وكيان مستقل

قرأت كغيري مقالاً لسيادة الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( البائدة )
الأخ / علي ناصر محمد
عنون مقالته تلك بحضرموت التاريخ والحضارة !! العجيب عندما تقرأ المقالة تجده اختزل حضرموت كمحافظة ظهرت عام ١٩٦٧ ميلادية فانطلق بذكر حضرموت من هذا التاريخ الحديث البائس الذي اختطفت فيه حضرموت من أهلها بأيدي جبهة قومية ذات بعد شيوعي أديلوجي من خليط من أبناء اليمن ومجاهيل من بعض الأقطار العربية وبعض فتيان من الحضارم لا تتجاوز أعمار الكبير فيهم ٢٥ عاماً ، انقلبوا على القيم والمثل والأخلاق بل وحتى الدين .
حاول الأخ أو كما كان يسمي أنفسهم الإشتراكيون ( الرفيق ) علي ناصر محمد أن يصور تلك الحقبة السوداء من تاريخ حضرموت المعاصر أنها أنصفت حضرموت واستدل على ذلك بوجود أفراد من الحضارم سماهم بأسمائهم وصفاتهم في بعض مفاصل تلك الجمهورية !!
وكأن حضرموت التاريخ والحضارة في نظر الرفيق يكفيها منصب في وزارة أو في أمانة عامة أو بنك أو بلدية !!
ولعله تناسى أن أكبر من تلك المناصب وأكثر تحصل عليها من لا يمت لتلك الجغرافية ( اليمن الديمقراطية الشعبية ) بصلة أمثال عبدالفتاح إسماعيل وعبدالله الأشطل ومحسن والشرجبي وغيرهم الكثير .
عندما تسرق أرضي وهويتي وإسمي لتسميني ( الخامسة ) وتعطي بعض أفراد نشاز يؤمنون بفكرك مناصب ثم تدعي بعد ذلك أن حضرموت ليست مهضومة ولا مظلومة ، فاسمح لي أن أقول لك أنك تكرس منطق الكيان الإسرائيلي الذي يستدل بحصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم بوجود أفراد منهم في حكومته وبرلمانه ( الكنيست ) وجيشه ، بعد أن سلب منهم هويتهم ووطنهم .
الوطن أيها الرفيق العجوز ليس وظيفة ولا منصب بل هو هوية وانتماء عندما تفقدهما تشعر أنك غريب فيه مهما حاول جلاوزته إشعارك أنك إبنه ولك فيه كامل الحقوق .
حضرموت طمست على أيدي أتباع لينين العظيم كما تسمونه وسحل أبناؤها وأخذت ممتلكاتهم وهجّروا منها قسراً .
أنت لا زلت أيها الرفيق العجوز تمارس نفس الفكر الذي مورس بعد ٦٧ بمحاولة استحقار حضرموت التي سميتها التاريخ والحضارة بمقارنتك لها بقبيلة في محافظتك باكازم ومديرية في محافظتك دثينة !!
إن تطلعات شعب حضرموت وما صرح به القائد الأخ عصام حبريش الكثيري من أن حضرموت دولة وكيان مستقل حق لا مرية فيه ويزيده بريقاً مقالك الذي استنقصت فيه من حضرموت ومكانتها .
أيها الرفيق القابع خارج الوطن منذ ما يقارب أربعة عقود يبدو أنك لازلت حبيس الماضي ولم يبلغك أن الإتحاد السوفيتي قد انهار وتشظى إلى عدة دول وعادت هويات أصحاب تلك الدول لأهلها !!
وأن يوغسلافيا تمزقت وعادت هويات أهل تلك الدول البوسنة وصربيا وكرواتيا ، وهن أقل بكثير تاريخياً وحضارياً وتأثيراً في العالم من حضرموت .
يبدو أنك لا تعلم أن الدولة التي كنت ترأسها وهربت منها بعد أحداث مؤلمة وجرائم يندى لها الجبين كنت أحد مرتكبيها قد بادت وانتهت وأصبحت أثراً بعد عين .
أيها الرفيق نم قرير العين واهتم بصحتك واسأل الله حسن الختام ، فأنت تعيش في زمن يختلف عن زمنك ومعطياته وأدواته كذلك تختلف .
عاشت دولة حضرموت حرةً أبية .

وأذكرك قبل أن أختم بقول الشاعر :

ولي وطنٌ آليتُ أن لا أبيعهُ
وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا