الموقف الأوروبي من دور الإنتقالي كان متوقعا !!
إذ كان لابد لغياب الرؤية الواضحة وعدم الفهم الكامل بمتطلبات العقد السياسي ومعنى قرار الإنخراط في خطوة تمكينه ان يتسببا بظهور سيء وإداء غير مقنع أثناء عملية التجسيد واقعا، وهو ما حدث على الأرجح مع المجلس الانتقالي كشريك في خطوة التحول السياسي وطريقة تعاطيه مع بعض إستحقاقاتها التي لم ترقه غالبا، والتي اعتبرت لاحقا في نظر قيادة التحالف والمسؤولين الاوروبيين بمثابة عمل مرفوض من الإنتقالي وإخلال غير مقبول بتعهداته السياسية تجاه ما تم التوافق عليه في الرياض قبل أشهر .
إلى ذلك كانت نتيجة طبيعية - في رأيي ـ أن يقيد التحالف حركة الانتقالي ويتحفظ على قيادته، وأن يعبر الإتحاد الاوروبي بعد ذلك بتلميحات سلبية تشير الى عدم رضاه بالسلوك الحالي للمجلس الإنتقالي تجاه متطلبات المرحلة الراهنة .
هناك أمر مهم أود الاشارة اليه وهو أن البيان الاوروبي وجه نقدا محددا للانتقالي ومقصورا بجزئية معينة، حيث انتقد الاوروبيون دور الانتقالي بوصفه شريكا في منظومة القيادة السياسية الحالية للبلد، وأحد مكونات عملية التحول السياسي المعنية جميعها بتنفيذ كافة التزاماتها الموقعة بشان نجاح عمل ومهام مجلس القيادة الرئاسي دونما تلكؤ او تنصل، وليس بوصفه كيانا جنوبيا معارضا او لكونه يمثل مشروعا سياسيا مختلفا برؤيته الخاصة لحل الصراع، الامر هذا بالتحديد هو ما جعل مهاجمة بعض قيادات الانتقالي ونشطائه للبيان الاوروبي تبدو حينها غير مبررة وتنم بالفعل عن جهل كبير بحيثيات وخلفية البيان .
ربما علينا ان نتذكر مجددا ان الموقف الاوروبي الرسمي حتى اللحظة لايعتبر المجلس الانتقالي ممثلا سياسيا وحيدا للجنوبيين والقضية الجنوبية، وبالتالي من الخطأ إقحام القضية الجنوبية وتصوير إنتقاد الاوروبيين لدور الانتقالي على أنه إستهداف للقضية ومحاولة لتهميش الحق الجنوبي إستباقا لدى اي تسوية مفترضة لإنهاء النزاع باليمن .