مستقبل المكونات العميلة
تسابق العرب في مقاطعة مصر السادات بعيد اعلان اتفاق السلام مع إسرائيل. وان كان لدى السادات من مبررات لذلك الإعلان من قبيل استعادة شبة جزيرة سيناء المصرية _ضعف مساحة الإمارات _ وكتب هيكل خريف الغضب وبرزت يومها جبهة الصمود والتصدي الذي كانت العاصمة عدن احد اعمدتها الرئيسة. اليوم يقف الشعب اليمني في ذهول جنوبا وشمالا وهو يرى تسابق المجلس الانتقالي بعدن وقوات طارق عفاش في المخا. لا علان التأييد المطلق للتطبيع مع إسرائيل. وليس تأييد تطبيع الإمارات فحسب. هاذين الكيانين العسكريين المدعومين إماراتيا. هل يدركان أنهما بصدد خطاب شعب عربي في اليمن رضع ثقافة مقاومة اسراذيل مع لبن الأمهات.ام أنهما في غير واد مخاطبة الشعب في اليمن. ويكتفيان بكسب ود الكفيل في أبوظبي. اذا كانت طارق واحمد ال عفاش ينتظران مقابل هذا التأييد المطلق لابوظبي دعمهما لاستعادة حكم اليمن. فماذ بقى للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يستقي تعليمات أبوظبي عبر العميد طارق في بئر احمد. من جهة أخرى ماهو موقف الكيانين الإماراتيين فيما اذا تمكنا من العودة لحكم اليمن مشطرا او موحدا من التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.وهل يتضمن (تفويض عدن التاريخي) الزبيدي وبن بريك. تفويضا بإقامة علاقات وتطبيع مع تل أبيب أيضا؟ ام انهما سيطلبان تفويضا شعبيا مستقبلا خاص بالتطبيع. إن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي مدركة لهذا الخطر الداهم على ماتبقى لها من مشروعية شعبية في اليمن. وحتى الانقلاب الحوثي مدرك لحساسية هذه القضية في وجدان الشعب اليمني. وهو يعري خصومه السياسيين ويعيرهم بهذا الموقف المستفز لكل ثوابت اليمنيين وعلاقاتهم العروبية بل والإنسانية.
انه يقع على المجلس الانتقالي اليوم أكثر من أي وقت مضى ان يصارح الشعب اليمني في الجنوب والشمال بموقفه الحقيقي من قضايا وملفات كثيرة في العلاقات الخارجية وأولها ملف القضية الفلسطينية والعلاقة مع الاحتلال الصهيوني. كما هو الحال لعائلة عفاش في الساحل الغربي. إن الكيان الصهيوني يطمع في التمدد إلى خليج عدن وسقطرى وجنوب البحر الأحمر. وكل هذه الموانئ والجزر الاستراتيجية بيد هاذين الكيانين المؤيدين لتطببع العلاقات معه. والمباركين للتعاون الأمني والعسكري والتجاري مع الكيان الصهيوني كما جاء في تصريحات قيادتيهما يوم أمس. ولذلك فإن بيان تبعات ذلك الموقف وانسحابه على تلك المناطق اليمنية بات ملحا وضروريا للشعب اليمني.