معادلة حضرموت وشركاؤها
في ظل موجات اليأس التي تتوالى لضرب آمالنا في حضرموت ، ومحاولات تيار الفوضى جرها لإغراقها في لجة الصراعات والحروب ، إلا أنه مازال هناك بصيص أمل يحدونا لننفذ عبره نحو المستقبل المنشود .
فنفوس الشعب -الفريدة- في حضرموت في علوها وترفعها عن كل ما يضع من شأنها ، ويتهدد قيمها وسلوكها ، يشبه تعامل إنسانها مع تضاريسها ، فهي كالمصانع والحصون التي تشرف على وديانها الجارفة من أعلى قمم جبالها ، فلا تتأثر بها وإن هاجت وفاضت .
وبيئة حضرموت المجتمعية مؤهلة للعبور نحو المستقبل ، بكل اقتدار ، بل أراها قد سبقت شركاءها ، وتقدمهم الى حيث التوافق والأمن والاستقرار والتنمية ، فهنا حيث لاطائفية ولامناطقية ولاحزبية "مقيتة" ، هنا حيث تتجلى الوطنية ، وحب الخير لهذه الأرض الطيبة ، هنا حيث حضرموت التي تنظر بعين الشفقة للشركاء المتشاكسين حولها ، وهي تقول لهم كفى عبثا ، أولم تكتفوا بعد ؟
وكأنه كتب عليها أن تصبر وتضحي من أجلهم ، علها تنقذهم من شرور أنفسهم ونزغاتها .!!
ولكنها حتما لن تنتظرهم في محطة الانطلاق المتقدمة تلك الى مالانهاية ، وقد يأتي اليوم الذي تنطلق فيه وحيدة الى الأمام ، الى المستقبل ، فهل يدرك الشركاء ذلك قبل فوات الآوان ؟
ولعل دول التحالف العربي ، قد أدركت حتما أن حضرموت قد خطت خطوات متقدمة نحو المستقبل ، نحو الدولة ، وما هذه المؤتمرات والمخرجات والوفود إلا إشارة لذلك ، وأن شعبها لن يبقى رهين الماضي بمآسيه ، والحاضر في صراع لعبة كراسيه .
وإلا فإن فض الشراكة ، وحل المعادلة السياسية المركبة والمعقدة ، بتحليل خطواتها هو الخيار الذي ليس منه بد .