من قلب الرياض.. مدن دمرها الإرهاب..!
في عهد الملك سلمان ابن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان الشاب الطموح وصاحب الرؤية التغيرية : الثقافية_ السياسية_ الاقتصادية_ الاجتماعية.. فمن يزور المملكة هذه الأيام يرى التغير بأم عينيه وملموس في شتي الجوانب أنفة الذكر.. اتيحت لي الفرصة ليلة البارحة زيارة المتحف الوطني السعودي وشاهدت في قاعة المتحف فرق مغربية وشامية وموسيقى لأغاني من أيام زمان ،من أيام العز والنخوة والجودة والفن الأصيل ،وأطربت بسماع بعض القدود الحلبية والأغاني الشامية،وجدت هناك جمهور سعودي نوعي مستمتع (ذكوراً وإناثاً) وكأنك في قاهرة المعز ..! ؛
المهم كان هناك معرض مقام من قبل وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية سيستمر مدة شهر كامل عن الدمار الهائل الذي انتجه الارهاب فالإرهاب آفة العصر على الشعوب وعلى البنى التحتية فهو يدمر كل شيء ..يدمر الشجر والحجر والتراث والحضارات ويشوه المجتمعات ..يدمر كل ما هو جميل..تم العرض من قبل العاملين الرائعين المدربين يقومون بالشرح والتوضيح بأسلوب مميز ،ولديهم ادوات فنية تقرب اليك المشهد تتجول في كل زاوية من زوايا الدمار بشكل ابداعي فريد وبمختلف الوسائل التقنية الراقية وذات الدقة والجودة العالية..ترى تلك المدن التاريخية والأثرية وقد سويت بالأرض وخلفت ركاما هائلا من المخلفات بعد ان كانت تعج بالحياة وبالثقافة وبالتاريخ وبالآثار التاريخية العريقة يستعرض المعرض دمار أربع مدن عربية دمرها الارهاب هي : حلب ، تدمر في سوريا ؛ و الموصل من العراق ؛ ولبدة الكبرى في ليبيا والتي تقع على الساحل المتوسطي عند مصب وادي لبدة والتي تبعد حوالي 120 كم شرق مدينة طرابلس العاصمة الليبية وهذه المدينة اثرية وكانت من ابرز المدن في الشمال الافريقي في عصر الامبراطورية الرومانية والمصنعة من قبل اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في ليبيا منذ العام 1982م..! ؛
أول ما تطل على تلك القاعة في المتحف الوطني السعودي يستقبلك فريق عمل مدرب منظم مرتب وعلى خلق .. رائعين جدا بشوشين وعلامة الفرحة والرضا بما يقومون به بادية في قلوبهم قبل عقولهم ووجوههم .. تراهم يجسدون رؤية المملكة والتي مضمونها " إن ازدهار المملكة العربية السعودية بمختلف الوان الثقافة لتثري نمط حياة الفرد،وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية ،وتشجع الحوار الثقافي مع العالم ..وما هذه المهرجانات والفعاليات إلا ترجمة لرسالة المملكة في تمكين وتشجيع المشهد الثقافي السعودي بما يعكس ماضي المملكة العريق ،ويسهم في السعي نحو بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي . ويقول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في رؤيته للإرث الثقافي والتاريخي "إننا نفخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي ، وندرك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية والإسلامية الاصيلة ..." فعلا من قلب الرياض ترى هذا الحراك الثقافي السعودي والعربي والذي يحمل رسالة توعية بمخاطر أفة الارهاب وآثره في تدمير المدن العربية وكأمثلة حية وواقع حديث تلك المدن المذكورة سابقا والتي دمرها الارهاب ..!؛
لقد رأيت رسالة بليغة ومؤثرة من قلب الرياض بمخاطر الارهاب والمعرض مستمر لمدة شهر كامل والدعوة لكل من يستطيع ان يزور هذا المعرض مفتوحة ليستفيد وينقل انطباعاته كما فعلنا ..أختم فأحذر بمضمون رسالة هذا المعرض فأقول لجميع العرب والمسلمين .. احذروا اولادكم ايها العرب والمسلمين من استدراجهم واستقطابهم من المتطرفين الإرهابيين ،فان لم تحذروا فلن تحصدوا سوى تدمير اوطانكم وقتل اولادكم وتأخر تطوركم وانتقاص من حضاراتكم وتاريخكم ،بل وتشويه تدينكم ايها العرب والمسلمون..حذار حذار من آفة الارهاب ومروجيه وداعميه..!