الائتلاف في زمن الاختلاف
تعاطى
الجنوبيون بمختلف توجهاتهم الحزبية،ومكوناتهم الاجتماعية، والثقافية،والاكاديمية،والشبابية،من
مختلف محافظات الجنوب،بتفاعل إيجابي منقطع النظير،وكانت هذه أول محاولة جنوبية للمّ
الشمل الجنوبي بمختلف مشاربه الفكرية،وتوجهاته السياسية، منذ 67م إلى اليوم.
الائتلاف
الوطني الجنوبي محاولة صادقة؛ لفتح كوة لنور التعدد،وقبول الآخر،وبث روح التسامح،والتعايش،وقبول
الآخر، بعيدًا عن التخوين والاقصاء والكراهية،في سماء وطن ظل ملبدًا بقيوم الشعارات
الكاذبة،ومشاريع السراب،التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذب.
الائتلاف
الوطني الجنوبي مشروع ناضج لبث روح التعايش،إيمانًا منه بإن التعايش بين أفراد المجتمع،
ونخبه،ومكوناته السياسية، والاجتماعية، والفكرية، هو أساس أستقرار أي مجتمع،فهناك شعوب
تجاوز تعداها السكاني المليار، استطاعت أن تتجاوز التباين بين ألوانها ،وأديانها، وأعراقها،حين
تألفت مع بعضها،فأقامت العدل،وحققت المساواة،وعاش الإنسان في كنفها محفوظ الحقوق،مصان
الكرامة .
الائتلاف
الوطني الجنوبي فكرة جادة لاختراق جدار الجمود السياسي، والتخشب الفكري،والتخندق المناطقي،والارتقاء
بالعمل السياسي،وفقًا لشراكةحقيقية،تحت مظلة وطنية جامعة؛تجمع ولاتفرق،تبني ولاتهدم،وفقًا
لقاعدة الوطن للجميع .
الأئتلاف
الوطني الجنوبي محاولة جادة؛ لكبح جماح النَّزق السياسي السائد في الجنوب منذ عقود
خلت،بعيدًا عن ثقافةالانتفاش الكاذب، وصلف الغرور المغلف بطبقات الذل والتبعية والارتهان
للخارج،بعيدًا عن خطاب التخوين،وادعاء الوصاية،وأحادية التمثيل،والتنكر للتنوع السياسي،والفكري،والتوازن
المناطقي بحسب الخارطة الجوسياسية للجنوب،متجاوزًا عقلية التعميم، القائمة على الخلط
بين المراحل،وإسقاط نتاج مرحلة سياسية معينة وتعميمها على ما قبلها ومابعدها من المراحل.
الائتلاف
الوطني الجنوب هزة للعقل والوجدان الجنوبي معًا ؛ليصحوا من غفلته،والخروج من شرنقة
الخداع،والتظليل التي تتخذ من مظلومية شعب الجنوب،وقضيته العادلة وسيلة للابتزاز السياسي،لتحقيق
مكاسب شخصية،وجهوية، لأقلية عاثت في الجنوب فسادًا منذ عقود،مستغلة طيبةالجنوبيين حينًا،وجهلهم
أحيانًا أخرى، فهي وحدوية أن أقبلت مصالحها من بوابة الوحدة،انفصالية أن ولجت مصالحها
من بوابة الانفصال،وإن أردت التأكد ما عليك إلا إعادة النظر، في تاريخنا القريب،والسؤال
من كان خلف مشروع الوحدة الاندماجية بالأمس،ومن يتبنى مشروع استعادة الدولة اليوم ؛ستجدها
نفسة الفئة،ونفس العقلية،ولا فرق بين الأمس واليوم،سوى تقلب مواسم مصالح هذه الفئة،التي
تعتبر سببًا لتأرجحها بين الوحدة والانفصال،والمؤسف أنها في الحالتين كانت تدعي تمثيل
الإرادة الوطنية الجنوبية،بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعب الجنوب،في حين أن شعب
الجنوب لم يكن سوى مطية،ومركبًا ذلولًا تمتطي ظهره لتحقيق مصالحها المناطقية في كل
مرحلة.
الائتلاف
الوطني الجنوبي خطوةجادة؛ لتصحيح مفهوم العمل السياسي الوطني،الذي يقوم على الشراكة،والتمثيل
النسبي للجنوب،وفقا للواقع الجغرافي،والتعدد السياسي،والتنوع الفكري،مستوعبًا للتنوع
السياسي قبل الثورة،وما طرأ على الخارطة الجنوبية من تغيير في العهود التي تلتها،وهذا
الأساس الذي يُعدُّ مدخلًا لحل الخلاف الجنوبي أولًا،وأساسًا لحل القضية الجنوبية،حلًا
عادلًا؛ وفقًا لما هو متاح وممكن في ظل الظروف البالغة التعقيد، التي يمر بها اليمن،
والمنطقة،حلولًا تراعي الإنصاف الجنوبي الجنوبي أولًا،قبل الحديث عن مظلومية الجنوب
في أطار اليمن الكبير،فالتجريف السياسي،والاجتماعي،والديني،والاقتصادي الذي شهده الجنوب
خلال حقبة الحزب الاشتراكي ،ضرب مرجعياته السياسية،والاجتماعية،والدينية،وصادر رؤوس
الأموال الجنوبية،وتهجيرها للخارج،فلاتزال رواسب هذا التجريف منبتًا لكل الآفات الجنوبية،بسبب
حالة الإفراق الذي شهده الجنوب،من الأحزاب السياسية،والنقابات العمالية،ومؤوسسات المجتمع
المدني،ورأس المال الوطني،ورموزه الدينية،والاجتماعية ،حتى أُفرق الجنوب تمامًا من
قواها الحية،فظلت هذه الخطيئة منبعًا،لكل الآفات والكوارث التي شهدها الجنوب منذ
67م حتى اليوم .
الائتلاف
الوطني الجنوبي دعوة صادقة لأخوة الدين والوطن إلى كلمة سواء بعيدًا عن التهريج،والابتذال
السياسي،وإدعاء الوصاية على الجنوب من باب المندب إلى المهرة،ففي كل محافظة مرجعياتها
السياسية والاجتماعية،وليست طفلًا قاصرًا ينصب له وصيًا من منطقة أخرى،ليتكلم بلسانه،ويطالب
بحقوقها .
سعيد
النخعي
القاهرة10/مارس/2019م