ما الذي تريده الشرعية من مشاورات الأمم المتحدة؟
سؤال يتردد دائماً على السنة مقدمي البرامج التحليلية، ومقدمي النشرات الأخبارية وكل من يتحدث في هذا الشأن، عند تناول تداعيات الأزمة الإنسانية في اليمن، كأحد أبرز جرائم تداعيات إنقلاب المليشيا الحوثية الإيرانية، أو عند الحديث عن لقاء تشاوري ينجح أي مبعوث أممي في العمل على انعقاده، وهو سؤال مستغرب، لأن الجميع يعرف ماذا تريد الشرعية، الشرعية تريد إنهاء معاناة الشعب اليمني بسبب الإنقلاب الحوثي الإيراني، والعمل على إنهائه ونتائجه، واستعادة ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الإنقلاب، واستعادة العملية السياسية التي انقلبت عليها المليشيا الحوثية الإيرانية والرئيس السابق، لتستكمل بناء مشروع الدولة الإتحادية التي توافق عليه اليمنيون، تحقيقاً للسلام والإستقرار والتنمية وصياغة المستقبل لليمن، هذا هو ما تريده الشرعية وما طالب به المجتمع اليمني والمجتمع الإقليمي والدولي. باختصار ما تريده الشرعية، هو ما حدده فخامة الرئيس هادي في خطابه الأخير بمناسبة عيد الإستقلال، والذي وجهه إلى الجميع، للداخل اليمني والخارج الإقليمي والدولي، وحدد فيه محددات ومسار أي مشاورات تتم استجابة لدعوات السلام ولرفع المعاناة عن الشعب اليمني، حيث طالب بالسلام المستدام وأكد عليه (سلاماً عادلاً وشاملاً، سلاماً ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلام لا يحمل بذور تجديد الصراع وتأسيس دورات عنف قادمة)، ورفضه للسلام الناقص أو المشوه، الذي يؤسس لحروب متجدده تعصف باليمن والمنطقة، كما رفض الإلتفاف على المرجعيات الثلاثة أو تجاوزها وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي ٢٢١٦، لأن تجاوزها أو الإلتفاف عليها أو التراجع عنها(يقود إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها كافة أبناء الشعب اليمني ولن يكون الإقليم والعالم بمنأى عن تداعياتها). والشرعية ترفض تلغيم المستقبل بالحروب، (فلا يمكن أن نقبل تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها بعد كل هذه التضحيات)، الشرعية تريد للشعب اليمني العيش بكرامة ورخاء بعيداً عن صراع ثقافة العصبيات والهيمنة والفيد وعنصرية الإمامة. الشرعية تريد اليمن بمشروعه الوطني للتنمية والإستقرار، والعيش مع محيطه لبناء المستقبل، وليس بمشروعه الإيراني المدمر لليمن ومحيطه المانع للإستقرار في المنطقة والعالم. ذلك ما تريده الشرعية وهو حقها الطبيعي والقانوني، الذي يدعمه القانون الدولي والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، ولن تخرج عنه أو تتنازل، وقبل هذا وذاك هو إرادة واجبها ومسؤوليتها الذي لم تفرط فيه يوماً منذ لحظة إعلان فخامة الرئيس هادي استلامه للعلم.