إنبهاريو العالم الإفتراضي

 حالة من الإنبهار تسيطر على فئة من الأشخاص في عالم إفتراضي لا يكاد يُعرف عن المبهور فيه سوى كلام منمق، فالتعظيم والتبجيل والمبالغ فيه يتحول في نهاية المطاف إلى “صدمة”.

علقت إحدى المتابعات الكريمات في “تويتر” على تغريدة لي حول هذا الخصوص قائلة “يفترض بالتبجيل أن يعني الاحترام مع بقاء مساحة النقد مفتوحة وما سوى ذلك فهو حصانة للفساد”.

وقالت اخرى “مهما كان الشخص أعلى منك منصباً أو أعلى بالمستوى المعيشي، فليس من داعٍ لتبجله بشكل مبالغ فيه “.

وأدرجت ثالثة “لا يوجد شخص مثالي، لا أنت ولا أنا ولا حتى أكثر الناس جمالًا ونجاحًا على الكوكب، المثالية شيء يتعذر بلوغه”.

لا يوجد شخص نستطيع القول عنه “مثالي” وهو يعيش بينا، فالكل قد تكون لديه ثغرات وعقبات أو موضة استشراف، فلا ننبهر بكل أحد بسبب ما يُقدم.

قبل أن تنبهر بأي شخصية “إقرأ عنه” و “إقرأة” و “اسمع منه” وبعدها احكم، قبل أن تتحول للاقط متاع الآخرين.

كثيرة تلك هي القصص التي أُنبُهِرَ فيها بشخصيات، وهذه الشخصيات ليست سوى مبتزة لمتابعيها بحلاوة وعذوبة الإسلوب.

أيها المنبهرون اوقفوا انبهاركم، وحكموا العقل والقلب والمنطق فيما تستقبلون من كلام الناس، لأن هناك من يستغل محبة ناس وعواطف آخرين وجهل البعض او سذاجتهم، لذا لا تكونوا لُقمة.

 

التنظير شيء والتطبيق شيء أخر، فإن كنت أيها المُنظر غير قادر على التطبيق في مجتمعك، فلا تنشر تنظيرك وأنت توحي بمعايشتك له، أي توهم المتابعين لك بأن تنظيرك محقق في حياتك وفي الحقيقة معدوم التطبيق.

المفترض أن تسود أفكار التنظيريين بالوضوح والدقة, وأن تكون عملية أكثر، وتتبعها طرق حلول لا البحث في المشكلات من دون علاج.

العلاقة بين التنظير والتطبيق هي علاقة تكاملية لمن سعى للنجاح، فالتنظير لأفكار لا يمكن ترجمتها على أرض الواقع لا تعدو من كونها جسداً من دون حياة, كما أن الحراك الذي لا يقوم علي فكر راشد وسليم ليس إلا خبط عشواء وجهد بلا طائل أو جدوى.

  • نحن بحاجة إلى النهوض للجمع بين نضج النظرية الفكرية وجمال سلاسة التطبيق, كما نحن بحاجة للتكامل والتلاحم لتحقيق الرؤية، فمن دون ذلك يبقى المشروع التنظيري غير مكتمل الأركان ويبقى حلم النهوض والرفعة بعيد المنال  

مقالات الكاتب