عن قريتي النازحة..

في اليومين الماضيين أكمل أبناء قريتي الحييبة (خاب) نزوحهم إلى القرى البعيدة عن رحى الحرب التي تدور حاليا جنوب مدينة دمت.

لأول مرة منذ نحو أربعين سنة تعيش القرية تجربة النزوح المرة، بعدما عاشتها الأجيال السابقة لجيلنا فترات عدة ابان مواجهات الجبهة الوطنية حين كانت دمت ساحتها الأكثر التهابا، وهاهي مليشيات الانقلاب الحوثي تعيد المعاناة إلى مربعها الأول، وهي تظن أنها بذلك قادرة على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، أو أنها وهي تفعل ذلك ستدفع المواطنين هناك للمفاضلة بين حياة مستكينة للظلم وراضية بالاذى، وحياة تشدوها أصوات التحرير ممهورة بتضحية جليلة ومتاعب جمة، باستغلال خطابات ملتبسة متضاربة تقنع بالدّون من الأمور، وتقبع في الأدنى من الأشياء دوماً حيث الدّعة والوداعة، ومصدر هذه الأصوات إمّا نفوس تواطأت مع الغزاة أو قلوب ترتعد من تحمل مسئولية المواجهة الحتمية مع القوى الغاشمة وأدواتها الملوثة، التي لم تكن يوما- ولن تكون في يوم من الأيام جزءا أصيلا من دمت.

بيد أن ما لم تدركه تلك البقايا المتطفلة الدخيلة، أن خروجها من دمت مسألة وقت لا أكثر، لأن الحق سيعود لأصحابه وهاهم أصحاب الحق يدقون أبواب الحرية..

وللحرية الحمراء بابٌ

بكلّ يدٍ مضرّجةّ يُدَقُّ

لقريتي الغالية ألف تحية، وعلى أبنائها الطيبين ألف ألف سلام،
لجبالها الشامخة التي تحرسها منذ الأزل شوقٌ أزلي، ولترابها الذي يسيّجها إلى الأبد حبٌ أبدي، للسياج الجبلي من (حصن الحقب) و (حصمي) جنوبا إلى (حصن قُرَع) و(دار القاضي) شمالا، لعروس الجبال المتربعة في قلب الطبيعة (الحريوة) وحراسها الحِمْيريين الأوفياء الذين تحطمت جثث الغزاة تحت أقدامهم العارية، وصافحت القمم السمراء أفواج الحرية في انتظار ساعة صفر التحرير وفجر يوم الخلاص، ولن يطول الانتظار.

 

مقالات الكاتب