المليشيات لا تبني أوطاناً

مانشيت - خاص :

مانشيت – خاص :

الأوطان بمعناها الاشمل تبنيها أيادي مخلصة متكاتفة تتشابك أصابعها لتشكل انجازات تحسب للمجموع وتخدم الكل ، ولن يتحقق هذا إلا في ظل ولاء موحد ومخلص للوطن تمثله في حالتنا الشرعية القائمة ، وكل ما يتوجه لسواها فبالتأكيد يهدم ولا يبني ، ولايصلح إنما يفسد .

في الأعراف العسكرية والأمنية ، وفي كل دول العالم تدير الدولة تشكيلات متنوعة تشمل القوات المسلحة ، والتي ترتبط بوازة الدفاع ، وقوات الأمن التي ترتبط بوزارة الداخلية ، وفي الغالب يمثل الرئيس القائد الأعلى لهذه القوات ، وقد تختلف المسميات والمهام لكن ارتباط القوات المسلحة والأمن في كل دول العالم يكون بأعلى سلطة في البلد ، وخاصة ان هذه القوات هي من تطبق قراري السلم والحرب وهما قراران سياديان .

في المجمل فإن أي تشكيل أو قوة خارج هذا الترتيب أو التوصيف لا يمكن الاعتراف بها تحت أي توصيف عسكري أو أمني ، وإنما هي بالمختصر "مليشيات" تخدم من أنشاها ، تأتمر بأمر وتنتهي بنهيه ، وهذه المليشيات تشكل بالتأكيد وبالاً على الأوطان وحجر عثرة في طريق البناء والتقدم ، و في وضعنا اليمني يمثل تواجد أي تشكيل أمني أو عسكري خارج الأطر الرسمية تأخيرا متعمداً لعملية استعادة الشرعية ، التي سيتلوها عودة الأمن والاستقرار كمسلتزم أساسي للبناء والتنمية .

بين القوات والتشكيلات الرسمية والمليشيات فرقٌ شاسعٌ وبونٌ لا يمكن ردمه ، وعدم التفريق بينهما هو طريق لدمار الشعوب وتأخر الأوطان ، فالنموذج المليشاوي وإن لبس الزي وادعى العمل للوطن فإنه يحمل في باطنه غير ذلك ، وما دام لا يدين بالولاء لهذا الوطن متمثلا بقيادته وأجهزته الرسمية فلايمكن بأي حال من الأحوال ان تكون جهوده تصب في طريق البناء  .

وحتى يتحرر الوطن من أسباب تأخره ، وينعتق من مرحلته الحالية ، ويؤسس مرحلة مشرقة تضمن للأجيال التفرغ للعلم والعمل والإبداع ، وتحقق لعامة الشعب الأمن والأمان والعيش الكريم وتوفر مستلزمات التنمية ، لزاماً من أجل ذلك أن نتخلص من أي نموذج مليشاوي سواء في أذهاننا أو على واقعنا المعاش ، ويجب أن يسند أمر البلد لرجال وطنيين أوفياء يقدمون مصلحة مجتمعهم على مصالح الذات ، أو الطائفة ، أو الجغرافيا ، أو السياسة .

دمتم سالمين ..

مقالات الكاتب