عدن.. أكبر من "قرية لها أبواب"

لم يحصل في تاريخنا الحديث ان تصبح عاصمة أي بلد ممنوعة على مواطنيه ، وكيف يمكن للواصف اطلاق "العاصمة" عليها إن حدث ذلك ، وعدن اليوم عاصمة اليمن ، كل اليمن ، ولها ولنا الفخر .

يُجرم في حق "عدن" من يمنع قاصدها عن وجهته ، ليس لانها مباحة ، بل لانها كانت ولازالت تحتضن الجميع منذ الازل ، واعلانها عاصمة هو رد اعتبار لسنوات عجاف مرت عليها ، وعلى الوطن كله ، ومن الحكمة والمنطق ان يكون الاحتفال برد الاعتبار لائقا بالمكانة التاريخية والسياسية لهذه المدينة العريقة .

لم يتح لعدن ان تكون باهرة كما اتيح لها اليوم ، لكن هناك حلقة مفقودة في الأمر جعلت الفرصة تتسلل رويداً ، ولو عقل المراهقون الذين اسندت اليهم مهام حفظ امنها فلازالت الكرة في ملعبها ، ويوما ماً لن تعد كذلك ، وسيتحمل هؤلاء المسؤلية الاخلاقية أمام الاجيال ، والتاريخ لايرحم .

بذلت الشقيقة السعودية كقائدة للتحالف العربي جهودا ملموسة لإعادة تطبيع الحياة وتوفير الخدمات لكن كل الجهود لازالت تصطدم بعقول مليشاوية تطمح الى تحويل عدن إلى "قرية" يقف على ابوابها حراساً يفتحون الباب ويغلقونه متى شائوا وشائت "الأوامر" العليا التي لا تعترف بكل ما يتعلق بالحكومة التي جعلت "عدن" عاصمة لها .

لا زالت الفرصة مواتية لتكن "عدن" حاضنة للجميع دون اي فرز مناطقي او فئوي أو سياسي ، ولازال المجال مفتوحاً لها لتسجل حضورها في التاريخ الحديث كمدينة فاعلة ، ولن يتأتي لها ذلك إلا برفع أيدي العابثين الذين ارادوها "محمية" لا تقبل إلا لوناً سياسيا ومناطقياً واحد رسموه وارسوه .

في المجمل فلازالت عدن جميلة زاهية وستكون اجمل حين ترتفع عنها الايدي العابثة بأمنها وتعايشها تحت مبرر حمايتها ، وحين تصبح كل التشكيلات التي تدعي شرف الحماية  تحتكم للمؤسسات الرسمية ، وتنفذ خططها وأوامرها ، وهنا فقط ستبدو زاهية تليق بمكانتها التاريخية والحالية .

دمتم سالمين ..


(خاص بـ مانشيت)

مقالات الكاتب