رقص على أنغام "الأبا"

يوم دخلت السيدة "تريزا ماي" ، زعيمة حزب المحافظين البريطاني ورئيسة الوزراء في الزمن الصعب ، إلى قاعة مؤتمر الحزب في بداية أكتوبر الحالي وهي ترقص على أنغام اغنية فرقة "الأبا" الشهيرة "Dancing Queen"،لم تكن ترقص من سلى ، كما يقول المثل اليمني ، كانت تحمل أعباء وأثقال حاضر ومستقبل بريطانيا العظمى وهي على وشك أن ترسم مساراً جديداً خارج الاتحاد الأوربي بكل ما يكتنفه من غموض واحتمالات ..

 وكانت تحاول أن تبعث الامل في شعبها وقد أحبطه تخبط نخبه السياسية حول "البركست"، وتقدم بذلك الدليل على أن "الحنق" من واقع الحال لم يثبت بالدليل أنه جدير، بمفرده، بإنتاج الحلول للمشاكل.

اليوم، وعشية انعقاد القمة الأوربية، لم تعد هناك خيارات كثيرة أمام بريطانيا وهي على مقربة من مغادرة الاتحاد الأوربي.

وقد خاطبت رئيسة الوزراء البرلمان يوم أمس، وسط صخب عارم من الآراء المتناقضة والمتصادمة للبرلمانيين والسياسيين، بأنها تعتقد أنه لا تزال هناك إمكانية لعقد اتفاق تفاوضي حول "بركست" ، ولكن لا بد في نفس الوقت من التحضير لسيناريو الخروج من غير اتفاق.

لا زالت وسط هذا الصخب تشيع الامل وتدعو إلى التفكير للأخذ بالحل الذي لا يصطدم مع إرادة الشعب.

عندما يكون الشعب حاضراً في الوعي السياسي فإنه يشكل أهم ضمانة لقرارات مسئولة.

مقالات الكاتب