ثنائية السياسي الانتهازي والجمهور الغاضب
يخرج الناس إلى الشارع من الجوع...
يخرجون من ضيق ذات اليد...
يخرجون بمطالب محقة...
أب لا يجد قيمة الحليب لأطفاله...
أم حبست ابنتها في البيت، لأنها لم تستطع شراء حقيبة الكتب...
وهذا الذي ماتت أمه بين يديه لأن الصيدلي يريد قيمة العلاج...
وذاك الذي يهدده المؤجر بالطرد ما لم يدفع الإيجار...
كل هؤلاء تتلقفهم الشوارع لإيصال صوتهم لرئيس ما، لمسؤول ما، لعالَم ما، أو ليسمعهم الله...
مطالبهم محقة...
ولكن...
غالباً ما يكون وراء الستار، سياسي انتهازي، يتمتع بغير قليل من الذكاء والوقاحة...
يستغل معاناة الناس، ويمتطي أمعاءهم المحترقة، إلى هدفه في السلطة والثروة...
سياسي كان متربصاً أمس وراء الكواليس في صنعاء...
وهو اليوم يتهيء لتكرار التجربة في تعز وعدن...
السياسي هو السياسي...
غيَّر طلاء وجهه...
ولون نظارته...
وطبيعة بسمته، لا غير...
أما قلبه فقلب تمساح...
وبطنه واد من أودية جهنم التي لا تمتلئ...
وفي تلافيف دماغه يكمن ألف شيطان وشيطان...
هذه القضية تتكرر...
هذه الظاهرة مستمرة...
جمهور غاضب وسياسي انتهازي...
لا الجمهور يحذر ممن هم وراء الستار، ولا الانتهازيون كفوا عن استغلال مظلومية الجمهور، وترديد الشعارات الوطنية والقومية والدينية التي يخفون وراءها حقيقة أطماعهم في السلطة والثروة، وباسم مظلومية هذا الجمهور المتنقل من ظالم إلى أظلم...
ولا حول ولا قوة إلا بالله