هادي وحكومة الطلقة الأخيرة

(هذه ليست حكومة هادي فيسلقها كما يشاء) هكذا كان الشيخ سلطان البركاني يعلق على تأخر ولادة الحكومة الجديدة.
هناك في فندق الرتز حيث تحول بهو الفندق الى محفل (بركاني) يتجمع المستشارون حول طاولة الشيخ رئيس البرلمان اليمني، يصغون لتحريضه ضد الرئيس وهو يقول: هنا (انتم من يصنع القرار ) يكررها دوما لمن حوله في الرتز مشفوعة بعبارة (وليس الراقد في قصر الناصرية).
(هذه حكومة الشعب اليمني، وقواه السياسية الفاعلة من تشكلها وليست حكومة فرد، ولا هي محاصصة حزبية ولا مراضاه للرئيس)، هذا منطق رئيس البرلمان اليمني وخليفة هادي في حال تنحيه او عجزه لأي سبب.

ومع الوقت و(التمطيط) في تنفيذ اتفاق الرياض تتغير قبلة الطامحين والطامعين نحو السيد الجديد، ومن يعطي الذهب سابقا اصبح لديه قدرة على منح المناصب أيضا.

هذه القناعة ترسخت أيضا لدى قيادة المجلس الانتقالي والعميد احمد علي عبدالله صالح، (أيام هادي معدودة ) يكرر هذه العبارة قيادة الانتقالي في الرتز كما يسمعها زوار العميد في ابوظبي.

الرئيس الذي يضطلع وفقا للدستور اليمني بتشكيل الحكومات المتعاقبة منذ الوحدة وما قبل، لم يعد الا احد المشاركين في تشكيلها وربما تقدم له القائمة للتوقيع عليها فحسب.

وافق هادي على مضض بتكليف الدكتور معين عبدالملك بتشكيل الحكومة القادمة رغم معارضة (صقور الرئيس في الحكومة) ومعارضتهم علنا لهذا التكليف، لكن معين عبدالملك انطلق بالتكليف للتشاور مع القوى السياسية والسفراء والاشقاء حول تشكيل الحكومة، فيما فشل العميد ناصر عبدربه في تنفيذ الشق الأمني من اتفاق الرياض.

وفيما كان الرئيس يشدد على ضرورة تنفيذ متزامن لكل الاتفاق، كان معين يضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة غير آبه لاي التزامات متبادلة، ومؤخرا أعلن جهوزيته لاعلان الحكومة وتأجيل الشق الأمني لما بعد القسم.

فيما يرى مراقبون أن هذه ستكون الرصاصة الأخيرة في جعبة هادي، فبعد قسم الحكومة الجديدة سيباركها البركاني ولو ببيان صحفي كموؤسسة تشريعية مختصة بمنح الثقة، ثم تتوالى المباركات الدولية من سفراء الدول العشر المهتمة بملف اليمن، ويعلن السفير ال جابر تأهل الحكومة للدخول في مفاوضات السلام مع الحوثي بالتزامن مع وديعة جديدة للبنك المركزي اليمني.

وهكذا يمكن تفسير حديث الشيخ سلطان البركاني حول حكومة الصلاحيات الواسعة، وفي ظل هذا المشهد الدراماتيكي ستتوارى المواقف الوطنية حول السيادة ووحدة البلاد بخذلان وزراء الانتقالي في الحكومة والتهديد بتفجيرها من الداخل.

وفي المقابل يكسب الحوثي ميزة سياسية واخلاقية امام الشعب من خلال وضوح موقفه من السيادة والوحدة اليمنية، ويسحب عن الشرعية مشروعية أي نضال مستقبلي في مواجهته

ومع تراخي هذا الموقف الوطني للشرعية سيظهر على المشهد من جديد فريق ابوظبي (احمد وطارق وعمار) في تماهي مع الموقف الحوثي في قضية (السيادة والوحدة) مما يفقد الشرعية أخلاقية النضال ومشروعية التمثيل.

اما الرئيس هادي فستطوى صفحته للابد من خلال نقل الصلاحيات لرئيس الحكومة (عمليا) من خلال التعامل معه دون الرئيس والمضي في ترتيبات الحل النهائي، وفي احسن الحالات سيكون متاحا له المشاركة في ترتيبات وضع محافظة ابين والوية الحماية الرئاسية هناك.